المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


لقمة الحلال  
  
767   01:42 صباحاً   التاريخ: 2023-10-25
المؤلف : الشيخ توفيق بو خضر
الكتاب أو المصدر : شواهد أخلاقية
الجزء والصفحة : ص75ــ80
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

يعتبر الإنسان نباتا من الأرض أنبته الله أي أخرجه منها، فقال تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: 17].

ولا شك أن هذا الإنسان يأخذ خاصية الأرض بما فيها من معادن وغيره وهذا واضح بأدنى تأمل. ومن أحكام هذه الأرض أنه كلما كانت أرضاً طيبة أي جيدة كان نباتها وزرعها حسناً وطيباً ولذلك قال الله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف:58].

وانطلاقا من هذه الحقيقة يتقوم جسد الإنسان في صلاحه وفساده وأنه متى صلحت الأرضية التي تحمل هذه الروح تكون شفافة لا يكدرها شيء، فتنطلق في عالم الملكوت، ومن هنا حرم الله على الإنسان بعض المحرمات لما لها من ضرر على نفس البدن والروح فقال تعالى:

{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].

ومن أعظم الضرر على الإنسان هو لقمة الحرام حيث تحرمه من العروج إلى عالم الملكوت ولذلك نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن كل طعام محرم، أو فيه شبهة تحريم. قال النبي (صلى الله عليه وآله): «من أكل لقمة حرام لم يقبل لهم صلاة أربعين ليلة»(1). ويقول (صلى الله عليه وآله): «إن الله حرم الجنة جسداً غُذي بحرام»(2)، أي أن الجسد الذي يكون غذاءه حراما لا يمكن أن يدخل الجنة بهذا الجسد لأنه نبات خبث، والخبث لا يكون في الجنة، لذا من شروط التوبة أن يذيب اللحم والشحم الذي نبت على العظم من الطعام المحرم، فيجعله ينموا من جديد بالطعام المحلل وليست المسالة هنا فقط. بل أن تأثير اللقمة المحرمة كبير جداً، سواء كان في الأعمال العبادية، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كل ملك في السماوات والأرض»(3).

وعنه (صلى الله عليه وآله): «العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل»(4)، أو حتى في النشأ والتربية فإننا نعلم إن الإنسان يؤثر فيه خاصية الجينات وهذه الجينات هي عناصر، وكل عنصر لم يكن صحيحا يؤثر تأثيرا سلبيا. وهذه العناصر تتغذى من الطعام لذلك كان: «الكاد على عياله من الحلال كالمجاهد في سبيل الله»(5).

وأما والعياذ بالله لو كان طعامه ومأكله من الحرام فأنه لا يؤثر في الإنسان نفسه بل حتى في عقبه وعياله ولو بعد حين، فعن أمير المؤمنين: «إن الرجل إذا أصاب مالا من حرام لن يقبل منه حج ولا عمرة ولا صلة رحم حتى أنه يفسد الفرج»(6).

بل من آثار لقمة الحرام أنها تصم الأسماع عن سماع الحق والتعقل به كما قال الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء عن جيش ابن زياد «أن لقمة الحرام ملأت بطونهم» فصدهم ذلك عن الحق.

وكلما كان الإنسان متحفظا في مأكله وطعامه كان نباته حسنا وأعظم شيء يذكر في هذا المجال قصة المحقق الاردبيلي، فهو نتاج لقمة الحلال، وطهارة النطفة التي تعتبر أساساً لمخلوق جيد. فقد جاء والده إلى قناة يملأ قربته ماء فرأى تفاحة تجري على الماء، فأخذها وأكلها، ولكنه وقف فجأة يفكر، كيف أكل التفاحة ولم يستأذن من صاحبها، فأخذ يعاتب نفسه على هذا التصرف الذي لا ينبغي صدوره منه، ولذا فكر في أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء لعله يصل إلى صاحب التفاحة فيسترضيه على أكله لها، مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح فلقى صاحب المزرعة وكان عليه سيماء الصالحين فقال له:

إن تفاحة كانت تجري على الماء في القناة فأخذتها وأكلتها أرجوك إرضَ عني!

أجابه الرجل: كلا لن أرضى عنك.

قال: أعطيك ثمنها. قال: لا

وبعد الإصرار والإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة أن يرض عنه ولكن بشرط واحد! قال الشاب: فما هو الشرط؟

أجاب الرجل: عندي ابنة عمياء، صماء، خرساء، مشلولة الأرجل إذا وافقت أن تتزوجها أرض عنك وإلا فلا!

فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بالموافقة على هذا الشرط الصعب، دعاه إيمانه إلى الموافقة. وهو يندب حظه، ويسترجع(7) على هذا البلاء العظيم جراء تفاحة. مضت الأمور كما يريد أبو البنت وقرأ العقد وتزوج الشاب، وعند دخوله على عروسه فوجئ بعروس ذات قامة ممشوقة وهي في غاية الجمال، أنها مواصفات نقيضة للمواصفات التي ذكرها له أبوها. فخرج الشاب مسرعا (خشية حدوث خطأ في الزواج فتحدث له مشكلة أخرى) وإذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال: خيراً الى أين؟

قال الشاب: إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هي العروس التي دخلت عليها؟!

أجابه الرجل: إنها هي. لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي، وسقطت في الماء وأخذها الماء مسافة بعيدة وجئت تطلب الحل، علمت إنك الشاب الذي كنت انتظره منذ أمد لأزوجه ابنتي الصالحة هذه. ولقد قلت لك: إنها عمياء خرساء فلأنها لم تنظر ولم تكلم رجلا أجنبيا قط. وقلت لك إنها مشلولة فلأنها لم تخرج من المنزل وتدور في الطرق، وإنها صماء فلأنها لم تستمع إلى غيبة أو غناء، أليست هذه فتاة مؤمنة يستحقها شاب مثلك؟

وكان ثمار هذا الزواج المبارك ولادة إنسان اشتهر في ورعه وتقواه وقربه إلى الله وحبه للنبي (صلى الله عليه وآله) ومودته العميقة لأهل البيت (عليهم السلام) وعرف عنه كثرة ملاقاته لمولانا صاحب العصر والزمان وهو المقدس الجليل الشيخ أحمد الاردبيلي.

ولكي نعلم كيف صار الشيخ المقدس هكذا لننظر إلى أمه ماذا تقول حينما سئلت كيف صار ولدها الشيخ بهذا المقام؟ فأجابت: أني لم آكل في حياتي لقمة مشبوهة، وقبل إرضاع طفلي كنت دائمة أسبغ الوضوء، ولم انظر إلى رجل أجنبي قط، وسعيت في تربية طفلي أن أراعي النظافة والطهارة، وأن يصاحب الأولاد الصالحين.

ونحن حينما نتأمل هذه الحادثة العظيمة نعرف كيف يكون أثر لقمة الحلال وكيف يؤثر الاجتناب عن المحرمات، وردع النفس عن الاقتحام في الشبهات والمحظورات. فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعا»(8).

لما سأل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «ما أفضل الأعمال؟ قال: الورع عن محارم الله»(9)، ويقول (صلى الله عليه وآله): «لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلاً مخافة الله إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة»(10).

___________________________

(1) عدة الداعي: 33.

(2) كنز العمال 4: 14.

(3) بحار الأنوار 100: 12.

(4) عدة الداعي: 141.

(5) من لا يحضره الفقيه 2: 168.

(6) وسائل الشيعة 12: 61.

(7) يسترجع: أي يقول إنا لله وإنا إليه راجعون.

(8) عدة الداعي: 65.

(9) بحار الأنوار 190:42.

(10) كنز العمال 15: 787. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم شؤون المعارف يصدر دليلًا خاصًّا بإصداراتِه
جمعية العميد تعقد اجتماعها الدوريّ لمناقشة أنشطتها العلمية المقبلة
قسم الشؤون الفكرية يقيم ندوةً عن أهمّية التداول المعرفي لوفدٍ من محافظة بابل
السيد الصافي يؤكد أن العتبات المقدسة تمتلك رؤية في دعم الكفاءات العراقية بمختلف تخصصاتها