المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الإمام العسكري وإجراءاته لتثبيت ولادة وإمامة الإمام المهدي (عليهما السلام)  
  
984   02:20 صباحاً   التاريخ: 2023-07-03
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 39-45
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الولادة والنشأة /

شهدت الفترة التي ولد فيها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إجراءات تعسفية وقمعية قام بها أركان الدولة العباسية الذين كانوا يسمعون ويقرأون - كما غيرهم من الناس - عن ولادة الإمام المنقذ الذي سيهدم عروش الظالمين ويبعثه اللّه رحمة للعالمين ، ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا .

فكان الإمام العسكري عليه السّلام يعيش تحت رقابة شديدة وقاسية ، وكان عليه بالإضافة إلى المهمة الكبرى والعسيرة في حماية مولوده الجديد من الجهاز الحاكم وسيف السلطة العباسية التي تطارده دائما ، كان عليه أن يقوم ببعض الأعمال التي تؤكد وتثبت وجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف تجاه التاريخ وتجاه الأمة الإسلامية ، وتجاه مواليه الذين يعتبرون المولود الجديد إمامهم الثاني عشر بحسب النص النبوي الشريف ، وحتى لا يدخل الشك والريب إلى قلوب بعض الشيعة في قضية وجوده وولادته .

فعلى صعيد المهمة الأولى كان الإمام الحسن العسكري عليه السّلام يعلم بأن خبر ولادة الإمام المهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف باعث للهلع والاضطراب في نفوس الحاكمين الظالمين ، ويسلب استقرارهم النفسي ، لأنهم علموا فيما سبق بواسطة الأخبار الكثيرة المتواترة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بمجيء الإمام الثاني عشر الذي يمحق الظلم وينشر العدل ، وهذا ما استدعى أن يخفي الإمام العسكري عليه السّلام خبر ولادته عن الظالمين وفي نفس الوقت كان عليه أن يركز في نفوس أصحابه وشيعته حقيقة وجود ولده الإمام الحجة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وهو أمر بالغ الصعوبة لناحية إخفائه من جهة وضرورة إثبات ولادته ووجوده من ناحية أخرى . فعندما بشّر بعض خاصة شيعته كأحمد بن إسحاق وغيره أمرهم بأن يكتموا أمره ويستروا ولادته عن الآخرين ، بقوله :

« ولد لنا مولود ، فليكن عندك مستورا ، وعن جميع الناس ( مكتوما ) »[1].

بل إنه كتم حمله أيضا حتى عن أخص الخواص ، ولم يعلم بذلك حتى القريب من أهل بيته ، إلا حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السّلام - كما مر - التي أعلمت بذلك في وقت متأخر جدا ، وذلك في ليلة النصف من شعبان ، وهي ليلة ولادة الحجة بن الحسن المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، فإنه عليه السّلام دعاها وأخبرها بأن الحجة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف سيولد وعلى الرغم من الرقابة المشددة على بيت الإمام ونساء الإمام ظنا منهم بوجود الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف جنينا في رحم إحدى النساء ، استطاع الإمام العسكري أن يدفع ظلم العباسيين ويمنع من تسرب خبر الولادة إليهم طيلة الخمس سنوات التي قضاها المولود الجديد مع والده عليه السّلام .

أما بالنسبة إلى الوظيفة الثانية فقد قام الإمام العسكري عليه السّلام وبتخطيط دقيق وواع يكشف عن الحكمة في تصرفاته ببعض الإجراءات ليكفل وصول الخبر إلى الخواص من شيعته دون سواهم ، لهذا فقد ترك الإمام عليه السّلام خبر الإعلان العام عن ولادة المولود الجديد بالكلية ، وكأن شيئا لم يحدث على الإطلاق ، وترك الأحداث تسير في مجراها الاعتيادي من دون إثارة أي انتباه أو فضول أو شك من أحد في شيء من النشاط أو القول أو العمل . حتى أن خادم الباب في بيت الإمام العسكري عليه السّلام لم ينتبه إلى شيء ولم يفهم شيئا . وإذا لم يحصل الشك والانتباه لم يحصل الفحص والسؤال[2].

ومما ساعد الإمام العسكري عليه السّلام على الإخفاء مساعدة كبرى ، تطبيقه سياسة الاحتجاب على نفسه ، وانقطاعه عن أصحابه ومواليه إلّا بواسطة المراسلات ، حيث استطاع عليه السّلام بذلك تحقيق نتيجتين أساسيتين :

إحداهما : تعويد قواعده الشعبية على فكرة الاحتجاب والقيادة غير المباشرة .

ثانيتهما : استقطاب المهام التي كان يقوم بها ، والحوادث التي كان يعيشها بشكل منفرد بعيدا عن الانتباه وتسليط الأضواء ، وحيث كان إخفاء ولده من مهامه الرئيسية ، فلم يكن ذلك بممتنع عليه بعد تخطيط الاحتجاب[3].

وكان الإعلان الأول والخالص عن الولادة من قبل الإمام العسكري عليه السّلام عندما أمر أحد أخص أصحابه عثمان بن سعيد بأن يشتري عشرة آلاف رطل من الخبز ، وعشرة آلاف من اللحم ، ويوزّعها على بني هاشم[4].

وفي بعض الروايات عن محمد بن إبراهيم الكوفي أن أبا محمد عليه السّلام بعث إلى بعض من سمّاه لي بشاة مذبوحة ، وقال :

« هذه من عقيقة ابني محمد »[5].

عرض الإمام الحجّة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على الأصحاب في اليوم الثالث :

ولأن الإمام العسكري عليه السّلام يريد أن يثبت وجود وولادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ولترسيخ هذه الفكرة في عقول وأذهان الشيعة على مرّ التاريخ وإلى يوم الإعلان العام عن الظهور ، اختار مجموعة من خيرة أصحابه ومواليه من الذين كان يعرف منهم الصلابة في الإيمان والعمق في الإخلاص ، وبخاصة أولئك الذين يرتبط الإمام عليه السّلام عن طريقهم مع شيعته وخاصّته وينقلون إليه المراسلات والتوقيعات ليكون هؤلاء ممن يستطيع حمل هذه الأمانة والمسؤولية في تبليغ خبر ولادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى الناس .

وقد روى الشيخ الصدوق عدّة روايات تبيّن أسماء هؤلاء الذين ائتمنهم الإمام العسكري عليه السّلام على هذا السّر ونحن نذكر بعض ما رواه الصدوق ( رضوان اللّه تعالى عليه ) .

منها ما رواه أبي غانم الخادم قال : ولد لأبي محمد عليه السّلام ولد فسمّاه محمدا ، فعرضه على أصحابه يوم الثالث ، وقال : هذا صاحبكم من بعدي ، وخليفتي عليكم ، وهو القائم الذي تمتدّ إليه الأعناق بالانتظار ، فإذا امتلأت الأرض جورا وظلما خرج فملأها قسطا وعدلا[6].

عرض الإمام الحجّة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على أحمد بن إسحاق :

وممن شرّف بنبأ الولادة من أصحاب الإمام العسكري عليه السّلام أحمد بن إسحاق وهو من ثقات أصحاب الإمام عليه السّلام الذي علم بالخبر عن طريقين :

الأول : الرسالة التي بعثها إليه الإمام عليه السّلام والتي يبشّره فيها بنبأ ولادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . فقد روى الصدوق عن أحمد بن الحسن بن إسحاق القمّي قال : لمّا ولد الخلف الصالح عليه السّلام ورد عن مولانا أبي محمد الحسن بن علي عليه السّلام إلى جدّي أحمد بن إسحاق كتاب ، فإذا فيه مكتوب بخطّ يده الذي كان ترد به التوقيعات عليه وفيه :

« ولد لنا مولود ، فليكن عندك مستورا ، وعن جميع الناس مكتوما ، فإنا لم نظهر عليه إلا الأقرب لقرابته ، والولي لولايته ، أحببنا إعلامك يسرّك اللّه به مثل ما سرّنا به ، والسلام »[7].

الثاني : الزيارة التي قام بها أحمد بن إسحاق إلى بيت الإمام العسكري عليه السّلام ، والتي يريد أن يسأله فيها عن الخلف من بعده ، ومن يتولى الإمامة بعد وفاته ويضطلع بشؤون الأمة عند ذهابه إلى ربّه ، فيدخل على الإمام عليه السّلام ، فيقول له الإمام عليه السّلام مبتدئا : يا أحمد بن إسحاق إن اللّه تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السّلام ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة ، من حجّة على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض وبه ينزل الغيث وبه تخرج بركات الأرض . قال : فقلت له : يا بن رسول اللّه ، فمن الإمام والخليفة بعدك ؟

فينهض الإمام عليه السّلام مسرعا ويدخل أحد الغرف ، ثم يخرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين . ثم يقول عليه السّلام : يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على اللّه عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا . إنّه سميّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وكنيه[8] الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما . يا أحمد بن إسحاق ، مثله في هذه الأمة مثل الخضر عليه السّلام ومثله مثل ذي القرنين ، واللّه ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبّته اللّه عزّ وجل على القول بإمامته ووفقه اللّه للدعاء بتعجيل فرجه .

قال أحمد بن إسحاق : فقلت : يا مولاي فهل من علامة يطمئن بها قلبي .

فنطق الغلام عليه السّلام بلسان عربي فصيح : أنا بقية اللّه في أرضه والمنتقم من أعدائه ، ولا تطلب أثرا بعد عين ، يا أحمد بن إسحاق .

قال أحمد بن إسحاق : فخرجت مسرورا . فلما كان الغد عدت إليه ، فقلت له : يا بن رسول اللّه ، لقد عظم سروري بما مننت عليّ فما السنّة الجارية من الخضر وذي القرنين ، قال : طول الغيبة يا أحمد .

قلت : يا بن رسول اللّه ، وإن غيبته لتطول .

قال : أي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، فلا يبقى إلا من أخذ اللّه عز وجل عهده بولايتنا وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه . يا أحمد بن إسحاق هذا أمر من أمر اللّه وسرّ من سرّ اللّه وغيب من غيب اللّه ، فخذ ما أتيتك واكتمه وكن من الشاكرين ، تكن معنا في علّيين[9].

عرض الإمام الحجّة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على أربعين نفرا من أصحابه :

وقد توسّع هذا الإعلان من المستوى الفردي إلى المستوى الجماعي عندما قام الإمام العسكري عليه السّلام وأظهر ولده الحجّة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على جماعة من أصحابه يناهز عددهم على الأربعين رجلا . فقد روى الشيخ الطوسي في غيبته عن جماعة من الأصحاب قالوا : اجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي عليه السّلام فسأله عن الحجّة من بعده وفي مجلسه عليه السّلام أربعون رجلا فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له : يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به مني فقال له : اجلس يا عثمان فقم مغضبا ليخرج فقال : لا يخرجن أحدن فلم يخرج منّا أحد إلى أن كان بعد ساع فصاح عليه السّلام بعثمان فقام على قدميه فقال : أخبركم بما جئتم ، قالوا : نعم يا بن رسول اللّه قال : جئتم تسألوني عن الحجّة من بعدي .

قالوا : نعم .

فإذا بغلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد عليه السّلام .

فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه[10].

ومثله ما رواه الشيخ الصدوق في ( كمال الدين ) عن جماعة منهم محمد بن عثمان العمري قالوا : عرض علينا أبو محمّد الحسن بن علي عليهما السّلام ولده ونحن في منزله وكنّا أربعين رجلا فقال هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ، ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم لتهلكوا ، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا ، قالوا : فخرجنا من عنده فما مضت إلا أياما قلائل حتى مضى أبو محمد عليه السّلام[11].

يظهر من هاتين الروايتين أن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام قبيل وفاته بفترة قليلة أراد تثبيت هذا الأمر بشكل أفعل وأقوى ولذا اتخذ أسلوب التبليغ عن خليفته في مجلس يحضره أكثر من شاهد وبذلك يكون ثبوت الأمر أفضل مما لو رآه كل واحد من هؤلاء على حدة . فضلا عن نيّته في إيصال رسالة إليهم مفادها أن لإمامهم المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف غيبة طويلة لا يجوز لأحد إنكارها ، وإرجاعهم إلى السفراء .

عرض الإمام الحجّة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على يعقوب بن منقوش :

روى الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة بسنده عن يعقوب بن منقوش ، قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السّلام ، وهو جالس على دكان في الدار ، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبّل ، فقلت له : يا سيدي من صاحب هذا الأمر ؟

فقال : ارفع الستر .

فرفعته ، فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك ، واضح الجبين ، أبيض الوجه ، درّي المقلتين ، ششن الكفين ، معطوف الركبتين ، في خده الأيمن خال ، وفي رأسه ذؤابة ، فجلس على فخذ أبي محمد عليه السّلام .

ثم قال : هذا صاحبكم .

ثم وثب ، فقال له : يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم ، فدخل البيت وأنا أنظر إليه .

ثم قال لي : يا يعقوب ، انظر من في هذا البيت ، فدخلت فما رأيت أحدا[12].

 

[1] كمال الدين ، ج 2 ، ص 434 .

[2] تاريخ الغيبة الصغرى ، السيد الصدر ، ص 273 - 274 .

[3] نفس المصدر السابق .

[4] راجع كمال الدين ، للصدوق ، ج 2 ، ص 430 .

[5] المصدر نفسه ، ص 432 .

[6] كمال الدين وتمام النعمة ، الصدوق ، ج 2 ، ص 431 ، ح 8 .

[7] المصدر نفسه ، ص 433 ، ح 16 .

[8] أي أنه متحد معه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في الاسم والكنية .

[9] نقلنا هذا الخبر عن تاريخ الغيبة الصغرى ، السيد الصدر ، ص 279 .

[10] منتخب الأثر ، ص 360 ، ح 1 و 2 .

[11] نفس المصدر .

[12] كمال الدين ، الصدوق ، ج 2 ، ص 407 - أعلام الورى ، ص 413 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف