أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-12
186
التاريخ: 2023-05-28
910
التاريخ: 28-12-2022
1754
التاريخ: 16-6-2021
2567
|
من الذي يقوم بصياغة العنوان؟
يقوم بصياغة العنوان في الغالب قسم بالصحيفة يقال له "قسم المراجعة"، ويتألف هذا القسم عادة من رؤساء الاقسام المختلفة ومعهم نائب رئيس التحرير، وهذا الأخير يشترط فيه أن يكون ذا حس دقيق بالأخبار على اختلافها، وقدرة تامة على التمييز بين هذه الاخبار من حيث القيمة الخبرية ذاتها، وبذلك يستطيع في سهولة ويسر أن يختار لصحيفته العنوانات الدائرية العريضة، أو ما يسمى في اللغة الاوربية "المانشتات (1) وقد اعتادت الصحف المصرية الحالية أن تبذل قصارى جهدها في العناية بهذه العنوانات الدائرية، وهي عناية لم تشهد لها مثيلاً في الصحافة الماضية التي كانت تصدر في البلاد العربية، كما أنها لا تشهد لها مثيلاً في الصحف الاوربية.
ومهما يكن من شيء فعلى نائب رئيس التحرير ومعاونيه أن يسألوا أنفسهم دائماً:
لماذا نكتب العنوان؟ وهل للعنوان وظيفة في الحقيقة؟
وهل تكتب الصحيفة العنوان لمجرد العادة والجري وراء التقاليد؟ أم أنها تعني بكتابة العنوان لأنه يخدم غرضاً بالذات من أغراض الصحيفة؟
إن عليهم أن يناقشوا كل هذه الاسئلة، أو يجعلوها على الاقل في أذهانهم دائماً عند كتابة العنوانات التي تحتاج إليها الصحيفة، ثم عليهم بعد هذا كله، أو مع هذا كله، أن يجيبوا عن هذه الاسئلة من وجهة نظر الصحيفة أولاً، ومن وجهة نظر القراء بعد ذلك.
ومع هذا وذاك فهناك حقيقة لا ينبغي أن نغفل عنها أو نتجاهلها، وهي أن نائب رئيس التحرير سواء رضى هو أو رضى رؤساؤه، أم لم يرض هو ولم يرض رؤساؤه هو المسؤول الحقيقي عن الخبر.
ومعنى ذلك أنه مضطر أن يعكس شخصيته إلى حد ما على صياغة الخبر بعنوانه وصدره وبقية أجزائه، ذلك أن الاخبار لا تحدث في الفراغ ولا يمكن أن تصاغ بشكل آلي.
وهذا وذاك لا يطعن في قدسية الخبر التي سبق أن أشرنا إليها وألزمنا جميع الصحف بالمحافظة عليها، وذلك أن انعكاس شخصية المحرر على صياغة الخبر ليس معناه مطلقاً العبث بجزئية واحدة من جزئيات الخبر، ولكن معناه صياغة الخبر بالطريقة التي تنم عن شخصية محرره أو شخصية الصحيفة التي تنشره.
وعلى نائب رئيس التحرير ومعاونيه أن يبرزوا جدية الخبر، معتمدين في ذلك على إجادة التحرير من جانب، وعلى طريقة العرض أو نوع الحروف التي تستخدم في عرض العنوان من جانب آخر، فلعلهم يشيرون بكتابة العنوان بالخط الثلث، ولعلهم يشيرون بكتابته بالخط النسخ، ولعلهم كذلك يشيرون بكتابته بالخط الرقعة. وهم لسبب أو لآخر يتحكمون في أحجام الحروف واختيارها من أي نوع من هذه الانواع الثلاثة، وهكذا.
وهنا ينبغي أن نلفت أنظار الطلبة الذين يدرسون الصحافة بالجامعة إلى الفرق بين الصحف العربية والصحف الاجنبية من هذه الناحية.
فالصحف العربية تعتمد على الخطوط، كما أوضحنا ذلك، والصحف الاجنبية لا تعتمد على الخطوط وإنما تعتمد على الحروف، ولهذا تملك المطابع والصحف الأجنبية مجموعة كبيرة من طرز الحروف (جمع طراز) كالطراز القوطي، والطراز الروماني، والطراز الحديث، ونحو ذلك، ولكل واحد من هذه الطرز علامة خاصة، أو رقم معين يعرف به في المطبعة، وما على المحرر إلا أن يشير إلى علامة هذا الطراز أو ذاك ليعرف عامل المطبعة نوع الطراز الذي اختاره المحرر ليحقق به غرضاً معيناً في ذهنه.
ونعود إلى عمل نائب رئيس التحرير ومعاونيه، فنراهم يجتهدون في تحرير العنوان بحيث يجذب نظر القارئ بسرعة كبيرة، ونراهم يحاولون أن يكون العنوان متفقاً كل الاتفاق مع شخصية الصحيفة، إذ المعروف لدى الجميع أن لكل صحيفة من الصحف أسلوبها الخاص في عرض الخبر، ونائب رئيس التحرير هو المسؤول الاول عن مطابقة العنوان لشخصية الصحيفة التي ينتمي إليها، ففي ذلك ما يعين على شهرتها من جانب، وعلى انتشار التوزيع عن طريق البيع في "الاكشاك" والاماكن العامة من جانب آخر.
ومعنى ذلك باختصار أن فن كتابة العنوان من الفنون الدقيقة التي تتطلب مهارة خاصة وذوقاً خاصاً، ولا يستطيع أي شخص في أسرة التحرير أن يدعي لنفسه الكمال في الوصول إلى هذه الغاية، ما دام متفقاً معنا في أن العنوان يجب أن يحتل المكانة الاولى من وظائف الإعلام، ويجب أن يعتمد عليه أولا في القيام بهذه الوظائف.
وقبل أن ندع الكلام عن نائب رئيس التحرير ومعاونيه، وعن الواجب عليهم نحو كتابة العنوان المعبر عن شخصية الصحيفة يجب أن ننبه الاذهان هنا إلى شيء هام، وهو أن يكون العنوان مفهوماً فهماً تاماً للقراء، فلا يصح للمحرر بحال من الاحوال أن يلجأ إلى ألفاظ تكون غامضة لدى القراء، واختصارات ومصطلحات يعجزون عن فهمها، وإن كان من الحق أن يقال عن ظاهرة استخدام الاختصارات وأوائل حروف الكلمات إنها أوضح في الصحف الاجنبية منها في الصحف العربية فالصحيفة الاجنبية على سبيل المثال تستخدم الحرفين – A.F. لتدل بهما على وكالة الانباء المعروفة باسم "الاسوشييتدبرس" وتستخدم الحروف U.S.A. للدلالة على الدولة التي تحمل اسم الولايات المتحدة الامريكية.. وهكذا.
أما نحن في الصحف العربية فلا نلجأ إلى شيء من ذلك، كأن ذلك ليس من طبيعة اللغة العربية التي تكتب بها هذه الصحف.
_____________________
(1) فكرنا كثيراً في ترجمة صحيحة لكلمة "مانشيت" فآثرنا أن نترجمها بكلمة "العنوان الدائري" لتكون الترجمة دقيقة وسليمة ومطابقة للفظ الاصلي في وقت معاً، فالمانشيت في اللغات الاجنبية لفظ يطلق على ردن القميص الذي يدور حول معصم اليد، وأنت حين تمسك بنسخة من صحيفة لتطويها وتجعل منها دائرة تجد (العنوان الدائري) يلتف حول عنق الصحيفة تماماً كما يلتف الردن حول معصم اليد.
|
|
هذا ما يفعله فيروس كورونا بجذع الدماغ الذي "يتحكم في الحياة"
|
|
|
|
|
تسارع نمو قدرة طاقة الرياح في العالم.. وهذه أكبر 6 دول
|
|
|
|
|
من فلسطين إلى لبنان.. دعم المرجعية العُليا وتضامنها حاضر مع القضايا العادلة
|
|
|