أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2021
2100
التاريخ: 2024-05-08
633
التاريخ: 14-11-2020
2253
التاريخ: 20-6-2016
1922
|
لكلمة {وَاعَدْنَا} [البقرة:51]، التي هي من بات المفاعلة دلالة على التواعد بين الطرفين وقد قيل في تبرير ذلك في هذه الآية: إن الله قد وعد موسى بالوحي وإعطاء التوراة من ناحية، وإن موسى قد وعد الله بالمجيء إلى الميقات من ناحية أخرى لكنه، بحسب ما سنأتي على ذكره فيما بعد، فإنه من الأدق أن يُقال: إن الله قد وعد بالضيافة أربعين ليلة، وإن موسى قد قبل الدعوة إذن فقد اتفق الطرفان على أن الأربعون ليلة؛ وبعبارة أخرى فإن الله قد وعد، وموسى (عليه السلام) قد قبل وإنَّ القبول بالوعد هو بمثابة الوعد أيضاً. بطبيعة الحال فالاحتمال القائل: بأن "واعد" هي بمعنى "وعد" وارد أيضاً، حيث في هذه الحالة لن يكون هناك فرق بين المواعدة والوعد؛ نظير المسافرة والسفر حيث لا اختلاف بينهما، وإن معنى "فاعل" و"فعل" في مثل هذه الأمثلة هو واحد.
اختلاف القراءة بين المواعدة والوعد لا يكون له تأثير معنوي إلا عندما لا تكون "فاعل" بمعنى "فَعَلَ"، وإلا فإنّه لا يعدو كونه اختلافاً لفظياً، ويحتمل أن يتضمن تفاوتاً معنوياً بدرجة لا يُعتنى بها. أما إذا ترافق اختلاف القراءة مع اختلاف المعنى، وذلك بأن تكون المواعدة من طرفين والوعد من طرف واحد، فإنه يكون الاختلاف في كون المواعدة هي من سنخ الأسماء التشبيهية لله عز وجل حيث يصحبها تكريم لموسى الكليم (عليه السلام)، بينما الوعد هو من الأسماء التنزيهية له سبحانه مما لا يكون مترافقاً مع هذا اللون من التكريم. إلا أمع أن رجحان المواعدة على الوعد فناهيك عن عامل النقل والشهرة والوثاقة، فهو ينطوي على صبغة التشريف لأحد أعظم أنبياء أولي العزم.
بالطبع إن بعض الأمور تكون من سنخ الوعد والوعيد الإلهيين فتكون من طرف واحد؛ نظير الوعد بالجنّة والوعيد بجهنم. لكنّه من الممكن للمكالمة عند الطور، وإعطاء التوراة، وتلقيها أن تكون من الطرفين؛ مثل العهود والعقود الأخرى التي تبرم بين المولى وعبده في مجال الأسماء التشبيهية الله عز وجل.
إن أصل المواعدة وكذلك الوعد هما من سنخ الإنشاء، وأما تقديم التقرير عنهما فهو من صنف الإخبار. ومن خلال هذا التحليل يُعلم حكم المواعدة التي لم تحصل إلا للنبي موسى الكليم (عليه السلام) وأمته (1). أما و وعد العبد لربه فهو طبعاً من سنخ التعهد والاعتراف وهو ما يستنبط من الآية: {بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ} [التوبة: 77]
تنويه: الظرف الزماني للمواعدة هو بعد اجتياز البحر والتحرر من سلطة آل فرعون والنجاة من خطر الغرق، أما ظرفها المكاني فهو غير معلوم. أما ما قاله فريق من المفسرين من أن المواعدة قد حصلت بعد إياب بني إسرائيل إلى مصر (2) فهو بحاجة إلى توضيح؛ حيث إن عبورهم للبحر كان بالإعجاز، فهل كانت عودتهم عن طريق البحر أم عن طريق آخر؟ خلاصة الأمر فإن كيفية رجوعهم إلى مصر مجهولة. لذا فإن احتمال كون المواعدة في غير مصر أمر وارد ووجيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. سورة طه، الآية 80: {يَا بَنِي إِسْرَائيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُم مَنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنِ}.
2. مجمع البيان: ج1-2، ص233.
|
|
استبدال مفصل الركبة.. "خطوة ضرورية" قبل إجراء الجراحة
|
|
|
|
|
روسيا.. ابتكار محطة طاقة شمسية على شكل موشور
|
|
|
|
|
خلال استقباله وفدًا من مدغشقر.. السيد الصافي يؤكد استعداد العتبة العباسية لمساعدة المؤمنين بمختلف الدول في حدود الإمكانات المتوفرة
|
|
|