العوامل المؤثرة في استغلال الموارد الاقتصادية - العوامل الطبيعية- المناخ Climate |
1342
12:07 صباحاً
التاريخ: 12-1-2023
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2019
2039
التاريخ: 21-8-2022
1337
التاريخ: 5-2-2018
7146
التاريخ: 29-10-2018
26871
|
المناخ Climate :
المناخ من أهم العوامل الطبيعية المؤثرة في الإنتاج كيفما كان هذا الإنتاج زراعياً أو صناعياً أو معدنياً، إذ يظهر أثره واضحاً على الإنسان في كل مراحل حياته، ومستوياتها سواء كانت بدائية أو مُتحضرة، فمساكن الإنسان وملابسه وغذاؤه وحرفته وصحته ومرضه، وكل أنشطته المختلفة ما هي إلا استجابة لحالة مناخية معينة من حرارة أو برودة وجفاف أو مطر.
وقد يضع المناخ العراقيل أمام الإنتاج كالأعاصير والفيضانات وما يصاحبها من تخريب. فالإنسان لا يستطيع تعديل أثر المناخ بسهولة كما يفعل إزاء بعض العوامل الجغرافية الأخرى، فهو لا يستطيع تغيير طبيعة الصحاري وإزالة أثر الجفاف، وأن كل ما يستطيعه هو محاولة إنشاء قنوات للري مبطنة بالإسمنت لري هذه المناطق، أو اتباع أسلوب الري بالرش أو التنقيط، غير أن كل هذه الجهود لا يتعدى أثرها مساحةً محدودةً من الصحاري في العالم.
كما يحاول الإنسان بناء البيوت الزجاجية في المناطق الباردة، وهذا لا يكون إلا في حدود ضيقة، فهو غير اقتصادي لما يحتاجه من نفقات كبيرة، ولذلك لا زال الإنسان عاجزاً عن التوسع الزراعي في العروض العليا لشدة البرودة.
والمناخ بعناصره المختلفة يؤثر بصورة مباشرة على توزيع الغلات الزراعية، فلكل محصول ظروف مناخية معينة فيها ينمو، كما هو الحال بالنسبة لزراعة المطاط التي تقتصر على المناطق الاستوائية، فإن المطاط يتطلب درجة حرارة مرتفعة، وأمطاراً غزيرة، وكذلك القطن الذي يحتاج إلى درجة حرارة لا تقل عن25° مئوية لمدة ثلاثة أشهر متوالية على أن تخلو من الصقيع، ولذلك كان تركيز القطن داخل الحدود المناخية المناسبة لزراعتها، فالحرارة تحدد درجة نمو النبات ونوعه، ومن هنا كان احتكار الإقليم المداري لإنتاج المطاط أو الكاكاو أو البن.
ونظراً لأن هذه المحاصيل تحتاج لفصل نمو يمتد طوال العام، وهذا لا يتوفر إلا في الأقاليم المدارية، ففصل النمو يرتبط طوله بدرجة الحرارة، ومن هنا كان الارتباط بين المحاصيل المناطق المختلفة من العالم، فهناك المحاصيل المناطق الحارة ومحاصيل المناطق المعتدلة، أو الباردة، أو الصحراوية .... الخ.
كما أن هناك علاقة بين المحاصيل وبين كل فصل من الفصول، كأن يقال المحاصيل صيفية والمحاصيل شتوية، كما تؤثر الحرارة في توزيع مناطق الضغط في العالم، وبالتالي في حركة الرياح وسقوط الأمطار، ويؤثر المطر في الإنتاج الزراعي أكثر من أي عامل آخر، فهو المصدر الأساسي للماء ، فالمطر يؤثر في الإنتاج الزراعي عن طريق التربة فقد يجرفها إذا سقط غزيراً على هيئة سيول، وموسم سقوط المطر وكميته وانتظامه له تأثيره في الإنتاج الزراعي، فقد تتساوى كمية المطر في منطقتين، ولكنه قد يتوزع في إحدى المنطقتين على مدار السنة، في حين يتركز في الأخرى في موسم واحد، كما يحدث بالنسبة للأمطار الموسمية، والجدول التالي رقم (2) يوضح التوزيع النسبي لمساحات يابس الأرض حسب كمية الأمطار التي تسقط عليها.
من الجدول يتضح أن أكثر من نصف مساحة اليابسة مناطق جافة وشبه جافة, ولكل هذا أثره في مدى الاستفادة من المطر مع المراعاة للظروف الأخرى، فالاستفادة عادةً من الأمطار المنتظمة غير الفجائية والتي تتفق وفصل النمو يكون عادةً أكبر من الأمطار الفجائية التي تسقط في فصل قصير واحد، فلكل غلة من الغلات الزراعية احتياجات مائية معينة تصل إلى نحو 200بوصة كما هو الحال لمحصول المطاط، وتنخفض إلى نحو عشر بوصات في حالة محصول كالشعير، كما يؤثر المطر في مناطق الحشائش والأعشاب اللازمة لمناطق الرعي، وبالتالي في الثروة الحيوانية، ويتضح ذلك في ارتباطها بمناطق الرعي في كثير من جهات العالم.
جدول رقم (2) التوزيع النسبي لمساحات يابس الأرض حسب كمية الأمطار
التصنيف المناخي |
كمية الأمطار بالبوصة سنوياً |
% من مساحة اليابس |
أقاليم جافة |
أقل من عشرة بوصات |
25% من المساحة |
أقاليم شبه جافة |
10- 20 بوصة |
30% من مساحة اليابس |
أقاليم شبه رطبة |
20- 40 بوصة |
20% من مساحة اليابس |
أقاليم رطبة |
40- 60 بوصة |
11% من المساحة |
أقاليم غزيرة المطر |
60- 80 بوصة |
9% من المساحة |
أقاليم مطيرة للغاية |
أكثر من 80% بوصة |
5% من المساحة |
المجموع |
100% |
المصدر: فتحي أبو عيانة، الجغرافيا الاقتصادية، 1984،ص53.
ويحاول الإنسان التغلب على نقص المطر باتباع أساليب الري الصناعي المختلفة، ولكنه مازال عاجزاً عن الاستفادة من المناطق الصحراوية النادرة المطر. وللمناخ أثره على صحة الإنسان ونشاطه، وفي المناطق الاستوائية حيث شدة الحرارة تنتشر أمراض المناطق الحارة ومنها الحمى الصفراء والكولرا والتيفود والدوسنتاريا والأضرار الناتجة عن ذبابة تسي تسي tsi tsi المنتشرة في المناطق الحارة، وكل هذه عوامل تؤثر على نشاط الإنسان، وشكل القرى والمدن التي تنشأ في هذه المناطق، إذ أن شدة الحرارة تؤدي إلى الكسل والخمول، ولذلك كان التخلف سائداً في معظم هذه المناطق رغم توافر عنصري الحرارة والمطر في معظم الجهات بخلاف المناطق المعتدلة الأقل مطراً أو حرارة فهي أكثر فاعليةً وأكثر نشاطاً تتركز فيها أكثر الدول تقدماً.
وللمناخ أثره في الجهات الغربية من القارات في العروض العليا، وذلك بتأثير التيارات البحرية الدفيئة، كما يبدو بوضوح في غرب أوروبا، في حين يبرز أثر الرياح القطبية الباردة على السواحل الشرقية كما في البرادور في شمال شرق أمريكيا الشمالية، وكلومبيا البريطانية وتيار كمتشكا في شمال شرق قارة آسيا. وقد تتعرض البحار الداخلية والأنهار للتجمد بفعل عامل القارية، الأمر الذي يترتب عليه توقف النشاط الاقتصادي كالزراعة أو النقل وما يترتب على ذلك من أنشطة أخرى كما يحدث في سيبريا لتجمد أنهارها فترة تصل إلى نحو سبعة أشهر في السنة، كما تعاني كل من فنلندا والسويد من تجمد مياه بحر البلطيق وموانيه في فصل الشتاء.
كما لعب المناخ دوراً كبيراً في نشأة الحضارات قديماً في المناطق المعتدلة الدفيئة , فلم يكن الإنسان يستطيع قديماً مواجهة شدة الحرارة في المناطق المدارية، أو شديدة البرودة في العروض العليا، كما يحدث حالياً بعد التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث وزيادة السكان التي حتمت على الإنسان أن يتحرك في هجرات بشرية إلى المناطق المختلفة.
وكثيراً ما كانت ذبذبات المناخ وحدوث موجات الجفاف في بعض المناطق التي تدفع جماعات البشرية إلى الحركة إلى مناطق أخف وطأة وأكثر مطراً وأرغد عيشاً، كما كان يحدث في الموجات المتتالية التي كانت تتحرك من أواسط آسيا نحو الغرب إلى أوروبا في وشمال إفريقيا التي كانت تأخذ شكل غزوات بربرية كما حدث في هجمات التتار والمغول والهكسوس.
ومن هنا كان للمناخ أثره في توزيع السكان إذ تتفق الجهات قليلة السكان والأقاليم الجافة نادرة المطر مع فقرها بالنبات وقلة إنتاجها الزراعي، بينما المناطق شديدة الحرارة مع زيادة الرطوبة وكثافة النباتات الطبيعية، وكثرة المستنقعات يعوق حركة النقل كما هو الحال في منطقة حوض الأمازون، وقد يكون لسقوط السيول أو الثلوج أثره في تعطيل حركة المواصلات البرية والسكك الحديدية وهذا ما كان يحدث كثيراً في الدول الثلجية.
وقد تُغطي الطرق الصحراوية بالرمال من جراء الرياح الشديدة المحملة بالرمال، الأمر الذي يعوق حركة النقل، ويضر بالنباتات الصحراوية أو زراعة الواحات، وقد يترتب على شدة الرياح والأعاصير غلق كثير من الموانئ وتعطيل الملاحة بها، الأمر الذي يؤدي إلى تعطل حركة النقل البحري.
وقد تؤدي الرياح إلى جرف التربة وتدمير المزارع أو نقل التربة، وقد تكون الرياح مثل إلفهن والشوك سبباً في سرعة نضج المحاصيل. كما يلعب المناخ دوراً كبيراً في نشأة الصناعة وتوطنها، فهناك صناعات تحتاج إلى درجة رطوبة معينة كصناعة حلج القطن وصناعة السجائر، وهناك صناعات تحتاج إلى جو مشمس كصناعة تجفيف الفواكه التي تجود في مناخ البحر المتوسط المشمس صيفاً، كما أن لاتجاه الرياح دوره في تحديد مناطق الصناعة، حيث يستدعي ذلك أن تكون في موقع يبعد بها عن المدن بحيث لا تكون المدن في اتجاه الرياح التي تحمل دخان المصانع إليها، وبالتالي تؤدي إلى تلوث البيئة.
كما يؤثر المناخ على حركة الصيد البحري، إذ أن الأسماك تكثر في مناطق معينة متأثرة بالظروف المناخية، كما أن بعض الأسماك يكثر صيدها في مواسم معينة حيث تهاجر بعض الأسماك تبعاً للتغيرات المناخية من فصل لآخر بين المناطق المختلفة. والمناخ له دور كبير في حركة السياحة، وسكان المناطق الحارة يسعون للمناطق المعتدلة صيفاً، وكذلك مناطق السكان الباردة يسعون للمناطق الدافئة شتاءً، كما يسعى البعض إلى المناطق المغطاة بالثلوج كسويسرا لممارسة هواية أو رياضة الانزلاق على الجليد، ويسعى سكان المناطق المنخفضة إلى المناطق المرتفعة صيفاً في المناطق الحارة هرباً من شدة الحرارة.
|
|
في اليوم العالمي للصحة النفسية.. نصائح لتحسين مزاجك اليومي
|
|
|
|
|
آلاف الأشخاص يحاولون الهروب من فلوريدا بسبب إعصار ميلتون
|
|
|
|
|
الهيأة العليا لإحياء التراث ومركز الكاظمية يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
|
|
|