مستويات التخطيط المنظمي:

تتم أنشطة التخطيط الأكثر وضوحا بين منظمات الرعاية الصحية على المستوى المؤسسي، وقد يكون التخطيط على مستوى المستشفى مثالا على ذلك. فنجد في بعض الحالات أن التخطيط قد يتم على مستوى النظام، وقد يشتمل على عدة مستشفيات وعلى مكونات أخرى رافدة للنظام. وربما يشتمل هذا على سلسلة مستشفيات ربحية أو دور رعاية مسنين ربحية أو منظمة صحية منزلية لها الكثير من الأجهزة التابعة أو شبكة مستشفيات إقليمية. إلا أن التخطيط على مستوى النظام الصحي يمثل تحديا نظرا لتعقد مكونات النظام وكذلك انتشارها الجغرافي في كثير من الأحيان. وفي الوقت نفسه فإن الحاجة إلى دمج أنظمة مختلفة وثقافات مؤسسية تتطلب على الأقل وجود مستوى معين من التخطيط على مستوى النظام.

أما على مستوى المنشأة، فيتم تنفيذ التخطيط على مستوى المنشأة فقط وما يرتبط بها من خدمات، حتى وإن كانت جزءا من نظام أكبر. ومن الناحية التاريخية، فإن التخطيط على مستوى المنظمة يرتكز على الأقل على المستشفى، من بين المنظمات المشاركة في رعاية المرضى. فالعيادات والمراكز التخصصية ودور رعاية المسنين ومراكز العلاج المنزلي هي كيانات أخرى قد تقوم بتنفيذ خطط على هذا المستوى.

وعلى صعيد الوحدات الفرعية، يتم تنفيذ التخطيط لإحدى هذه الوحدات المميزة والتابعة لمنشأة أكبر. فريما امتلك أحد المستشفيات على سبيل المثال جهازا للرعاية الصحية المنزلية ويرى أن يقوم بالتخطيط لتطوير هذا الجهاز بشكل منفصل. وقد تنص لوائح الترخيص في واقع الأمر على ضرورة قيام التخطيط لجهاز الرعاية الصحية المنزلية بشكل مستقل عن المستشفى. كما يمكن أن يتم التخطيط على مستوى الأقسام داخل المنظمة، حيث تتجمع مختلف الأقسام بشكل مثالي لتشكيل خطة متناغمة تشمل مختلف مستويات المنظمة. أما في المنظمة الكبيرة، فقد يكون من الصعب تنفيذ تخطيط استراتيجي مثلا للمنظمة بأكملها دون الاعتماد على خطط على مستوى وحدات الأعمال. وبينما يمكن دمج هذه الخطط في النهاية تحت مظلة هيكل مؤسسي في منظمة كبيرة، فإنه ينبغي أن يتم التخطيط بدرجة كبيرة على مستوى وحدات الأعمال.

أيضا قد يحدث التخطيط على مستوى الإدارات داخل المنظمة، بل إن التخطيط التقليدي على مستوى المنظمة والذي يركز على الميزانيات والمنشآت والموارد البشرية يحدث عموما في هذا المستوى. ونظرا لأن مفهوم التخطيط الإستراتيجي بات أكثر قبولا فقد أصبحت الإدارات أكثر اندماجا في عملية التخطيط على مستوى المؤسسة.

وأخيرا، قد يتم التخطيط على مستوى وحدة الأعمال. وقد ينطوي ذلك على وحدة أعمال إستراتيجية أو خط إنتاج. وفي هذه الحالة، فإن أنشطة التخطيط قد تختصر الطريق في بعض المستويات الأخرى (مثل الإدارات والأقسام). لقد أصبح الكثيرون ينظرون إلى خط الخدمة بالمستشفى على أنه وحدة مناسبة للتخطيط نظرا الأن نجاحه يعتمد عادة على قدرته على التنسيق بين الأنشطة في عدد من المجالات الوظيفية والتخصصية، فخط الخدمة يساعد أنواع التخطيط التنظيمي التي أصبحت شائعة بشكل متزايد، مثل التخطيط الاستراتيجي والتخطيط التسويقي وتخطيط والأعمال.

ويسهم حجم المنظمة وهيكلها وثقافتها في تحديد طبيعة عملية التخطيط والنهج والتطبيق الفني. ويمكن تقسيم منظمة الرعاية الصحية الوطنية ككيان مؤسسي متناغم يتمتع بضوابط إدارية مشددة في جميع أنحاء المنظمة. أو قد تشتمل على عدد من الشركات التابعة بشكل غير منضبط تحت مظلة شركة قابضة. وحتما ستقوم منظمات القطاع الخاص بتناول التخطيط من منظور مختلف عن كيانات القطاع العام، وسيكون للمنظمات المشاركة في الرعاية المباشرة للمرضى وجهة نظر مختلفة عن تلك المشاركة في خدمات الدعم، وستتطلب المنظمات التي تبيع المنتجات نهجا مختلفا إلى حد ما عن تلك التي تقدم الخدمات دون بيعها. ونجد أنه من المتوقع التأكيد على أنواع مختلفة من التخطيط على مستويات مختلفة داخل المنظمة كذلك، فكلما ارتفع المستوى بشكل عام كان التخطيط ذا طبيعة إستراتيجية، وكلما انخفض المستوى ازداد التركيز على التخطيط التشغيلي.