المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

ß-Cryptogein
23-3-2017
الانعكاس يولد الانعكاس
2024-09-01
تأثير درجة الحرارة على انبات بذور القطن
2024-10-01
حقوق النفس
26-9-2016
الصحافة والمجتمع الديمقراطي
17-5-2021
اليهود في المدينة
27-6-2021


أكثر من زراعة الورد لتحصل على حديقة  
  
1785   04:09 مساءً   التاريخ: 29-4-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تتربع على القمة؟
الجزء والصفحة : ص85ـ91
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

هنالك مثل فارسي يقول: «لا يصبح الفصل ربيعا بتفتح وردة واحدة».

ومعنى ذلك أن الأمر الحسن ينبغي أن يتكاثر حتى يترك أثره المطلوب، فمن دون تراكم الأشياء الصالحة لا يحدث التحول النافع.. وهذا ينطبق على الجوانب الاقتصادية كما ينطبق على الأمور المعنوية، ويصدق في القضايا السياسية، كما يصدق في الأعمال الخيرية..

إن جودة العمل مطلوبة بلا شك، ولكن كثرته أيضاً شرط لتحقيق النتائج المرجوة، ولهذا فإن المؤلف لا يكون مشهورا عن طريق طباعة كتاب واحد، ولا يكون الخطيب مؤثراً في الناس إذا خطب لمرات معدودة، ولا يصبح المرء شاعراً إذا لم ينظم إلا قصائد معدودة.

ولابد أن نؤكد على أن من لا يتفرغ للشيء لا يكون متخصصاً فيه، ومن لا يعطي من نفسه الكثير لا يحصل على الكثير، ويخطئ من يكتفي بعمل صالح واحد وينتظر نتائج باهرة منه.

يجب أن لا نمل من تكرار الخيرات، ولا كثرة الحسنات والصالحات، ولا زيادة الانجازات لأن كثرة الخير مطلوب، كما أن الشر قليله مرفوض.

لنتعلم هذا الدرس من السيدة (آن لاندرس) المحررة في زاوية النصائح التي كانت تكتبها سبع مرات في الأسبوع، حتى نشرت من عام ١٩٥٥ إلى عام ١٩٨٤ ما مجموعه (١٠٥٨٥) عموداً أجابت فيها على (٢١,٧٥٥) رسالة من رسائل القراء، وكل صاحب رسالة كان يكتب عنوانه الخاص كانت تصل إليه ردود خاصة منها إلى منزله، وقد بلغ مجموع تلك الردود الخاصة (٨,٣٨٣,٠٢٣) رسالة.

ولأن هذه المرأة استمرت تسدي النصح طوال أكثر من ثلاثة عقود، فقد أطبقت شهرتها الآفاق ولم تعد كتبها تعرف الحدود، وانتشر قراؤها في كل العالم فالإحصائيات تقول أن زاويتها تقرأ يومياً من قبل (٧٠) مليون شخص، وتطبع زاويتها فيما لا يقل عن ألف صحيفة في العالم.

ولم يقتصر تفاعل الناس على قراءة زاويتها، بل كانوا ينفذون ما تقوله بشكل حرفي، فقد حدث في عام ١٩٧١م أن ناقش مجلس الشيوخ الأمريكي مرسوماً يتعلق بالأبحاث السرطانية ليرصد له (٣٧٩) مليون دولاراً، فكتبت «آن لاندرس» مؤيدة المرسوم وختمت زاويتها بقولها : «ارسلوا هذا المقال إلى أعضاء مجلس الشيوخ مذيلاً بأسمائكم»، فغرق مجلس الشيوخ في واشنطن بأكثر من مليون رسالة، وفيما بعد نشرت الصحف صورة لغرفة البريد في مجلس الشيوخ وهي مليئة بأكياس الطرود البريدية مع لافتة كتب عليها : أخرجوا «آن لاندرس» من هنا.

وقد منحتها تسع جامعات شهادات فخرية، بعد أن حاضرت من على منبرها، كما كتبت في العديد من الصحف.

إن عمل المرأة هذه نموذج لما يجب أن تكون عليه الأعمال النافعة فهي تتسلم يومياً ما يقارب الألف رسالة وهي تجيب عليها فيما بعد، ولها عاداتها الخاصة في حياتها اليومية فهي تقول : «أنا أستيقظ في الثامنة أو في الثامنة والنصف صباحاً، وأؤدي تمارين رياضية لمدة خمسة وأربعين دقيقة على الأقل، ومع فطور الصباح أقرأ الصحف والمجلات، وأبدأ عملي في الساعة الحادية عشرة» .

وتتضمن ثلث الرسائل اليومية آلاف الطلبات بإرسال الكتيبات التي ألفتها لاندرس مثل (المراهقون والجنس) و(الإدمان) و(حقائق عن المخدرات). . وهذه الطلبات لا تحتاج إلى رد خاص، إذ أن مساعديها الثمانية يرسلون الطلبات إلى أصحابها بالبريد، وتبقى نحو (٦٦٠) رسالة، ٤٠% منها تحمل العنوان والاسم وهي التي تستحق الرد والإجابة، فتظل (٢٦٤) رسالة لتقرأها (لاندرس) وترد عليها بشكل مباشر.

وهكذا تقضي (لاندرس) النهار في القراءة والكتابة في شقتها، وفي آخر النهار تذهب لزيارة أصحابها أو أقربائها أو تستقبل أولادها وأحفادها في المنزل، وترقد (لاندرس) في منتصف الليل، لأنها تعتقد إن الانسجام مع العصر يتطلب الكثير من النشاط.

يا ترى، لو نجري مقايسة بين (لاندرس) ونسائنا في العالم العربي لوجدنا فروقاً كبيرة، منها : أن نسائنا لا تهتم عادة بالأمور الاجتماعية والثقافية، وتبرر المرأة العربية عدم إهتمامها بذلك بانشغالها بالبيت والأولاد، والحال أن كل نساء العالم لديهن مثل هذه الإنشغالات، ولكنهن علاوة على ذلك يعملن في المؤسسات الخيرية، والمنظمات الإنسانية، والنقابات النسوية، ومنهن من استطاع أن يفعل الكثير من خلال تنظيمهن لوقتهن، وانخراطهن في الأنشطة الاجتماعية وعملهن الدؤوب.

هناك مثل فرنسي يقول : (إن عندليباً واحداً لا يصنع الربيع).. ويصدق هذا المثل على من يهتم بركن واحد من الحياة ويهمل بقية الأركان، فالذي يريد أن يتقن الرياضيات لابد وأن يدرك مبادئ الحساب وأولياته كالجمع والطرح وعلاقة الوسطين بالطرفين، ويفهم تسلسل المعادلات المعقدة، ويفهم الجبر والتفاضل والتكامل، وحساب المثلثات، حتى يوصله المنطق الواقعي إلى إدراك علم الرياضيات بشكل شامل. وهذا ينطبق على سائر العلوم والفنون.

ومن هنا فإن من يريد أن يدرك آيات القرآن الكريم، ويجد لذة ومتعة في قراءته، فلابد أن يكون ملماً باللغة العربية وأحكامها في الإعراب والصرف والبلاغة، ومستوعباً لمفردات التفسير وترجمة المعاني، ومطلعاً على العلوم الاجتماعية والطبيعية، حتى يستطيع أن يدرك بعض مدلولات الكلام الإلهي.

وهكذا فإن على المرء أن يعمل الكثير سواء في مجال العلم، أو في مجال العمل لكي ينجز شيئاً هاماً في هذه الحياة.

فعلى كل حال لابد من زرع أشجار كثيرة لنصنع بها مزرعة كاملة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.