هو ذلك السؤال الذي يتوجه به المحرر من أجل الحصول على إجابة تختصر الموقف، وتركز على القضية الأساسية، وتلقي بأضواء كاشفة على أهم ملامح الصورة، وعلى أبرز جوانب مضمونها، دون الاهتمام بالتفاصيل الأخرى غير الهامة، وإنما تتجه الإجابة مباشرة إلى الهدف، دون أي شيء آخر، باعتبار أن الوقت محدد، وأن المساحة التي يمكن أن يحتلها الحديث من فراع الصفحة أو الصفحات محددة أيضاً ، وأن هناك الأهم فالأقل أهمية. وهكذا، وأيضاً هناك المتحدث الذي قد تواجهه مشكلة كبيرة، يسببها الوقت الذي يخصصه لإجراء المقابلة، أو لارتباطاته العديدة الأخرى، التي لا تقل أهمية عن إجراء الحديث الصحفي

ومن هنا فإن هذا السؤال يفيد أولا في حالة إعداد وتنفيذ النوعين، الكبيرين من انواع الأحاديث الصحفية وهما: الحديث الأخباري، وحديث المعلومات والحقائق، كذلك يفيد، وبشكل أقل، في حديث الرأي، لأن الرأي يجر إلى الرأي الآخر، ويتشعب، ويمتد الكلام حتى ليطغى في أحيان كثيرة على الوقت المحدد سلفاً للمقابلة.

وليس معنى ذلك بالطبع أن الحديث هنا وكما هو الحال في بعض أحاديث الجماعة والمؤتمرات- يمكن أن يقتصر على سؤال واحد فقط، وإنما يكون هناك مثل هذا السؤال الهام من هذا النوع الذي يتقدم غيره- في هذه الحالة- من الأحاديث الأخرى، وعلى وجه التحديد بالنسبة لأحاديث شهود العيان وأبطال المعركة و"صناع الحدث والذين عاشوه لحظة بلحظة، ويمكن القول أن المسافة قريبة بين هذا السؤال وبين عد من أسئلة هذه المجموعة، فهو يشبهها تماماً إلا في كونه أقل شمولية منها، وأقرب إلى الاختصار والتركيز والاقتراب من جوهر الحدث أو القضية.