ذكر في بداية (الصحيفة السجادية) حديث عن الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) جاء فيه: (ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلماً، أو ينعش حقاً إلا اصطلمته البلية، وكان قيامه زيادة في مكروهنا)(1).

لقد قال الإمام الصادق - هذا الحديث عندما خرج بعض السادة الحسنيين على حاكم ذلك الزمان، وعند قيامهم اذاعوا بأن المهدي من أولاد رسول الله (صلى الله عليه واله)، وكـان قـيـامـهـم دون إذن الإمـام الـصـادق - بل كان الإمام قد نهاهم عن ذلك القيام لمعرفته بالذي سيحدث، فقتل الكثير منهم ناهيك عن قتل الحاكم آنذاك لجمع كثير من محبي آل البيت النبوي، مما أدى إلى اكتئاب الإمام الصادق وانزعاجه؛ وهذا الحديث يتعلق بتلك الحادثة والمشغل له إما مغرض، وإما جاهل .

والمسألة الأخرى : إن الحديث لا يمكن في أي وقت من الأوقات نسج حكم ضروري من أحكام القرآن المجيد، فحكم مقاتلة أئمة الكفر صريح في القرآن، هل يمكن نسخه بحديث؟

{فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} [التوبة: 12]

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [البقرة: 190]

______________________

(1) الصحيفة السجادية، آخر مقدمة الصحيفة وقريب منه في وسائل الشيعة، مجلد الجهاد، باب حكم الخروج بالسيف قبل قيام القائم .