تركيب جدار الجسم في الحشرات

لجدار الجسم أهمية كبيرة في حياة الحشرات حيث يمثل هيكل الجسم الخارجي لها ويرتبط مظهرها وشكلها وتركيبها الخارجي والداخلي وكذلك نموها بخصائصه وطبيعة تركيبه يساعدها على الحياة والتطور في البيئات المتباينة فهو الذي يحمي أجسامها من المؤثرات الخارجية والبيئية غير الملائمة وحمايتها من أعدائها كالمفترسات او الطفيليات. وهو الذي تتصل به العضلات الهيكلية فتعمل على حركة أجزاء الجسم المختلفة، كما يدعم العضلات الحشوية ويساعد وينظم عضلات الزوائد في عملها (حركة الزوائد المفصلية مثل قرون الاستشعار وأجزاء الفم والأرجل والأجنحة وآلة وضع البيض). كما انه يكون أجنحة الحشرة وبذلك يساعد في عملية الطيران بشكل غير مباشر. كذلك فهو يحافظ على المحتوى المائي للجسم من خلال وجود الطبقة الشمعية، بالإضافة لأن وجوده ساعد على تكوين القصبات والقصيبات الهوائية في الحشرات ووصول الأكسيجين بسهولة لكل خلايا الجسم حيث يساعد ذلك على استهلاك الاكسيجين وبالتالي سرعة النمو والنشاط بالنسبة للحجم. من جهة أخرى فإن بعض الأجزاء المتحورة من الجليد وما تحمله من زوائد ونموات وبروزات تعمل كأعضاء للحس ويوجد لبعضها تراكيب خاصة بأنتاج الضوء. كذلك فالجليد يبطن الجدر الداخلية لكل من المعي الأمامي والخلفي وبذلك يحمي طبقة الخلايا الطلائية لكل منهما من الإحتكاك المباشر مع البلعات الغذائية، كما أنه يسمح بالنمو بقدرته على الانسلاخ والتجدد.

مكونات جدار الجسم: يتكون جدار الجسم في الحشرات من الجليد (الكيوتيكل) وطبقة تحت البشرة الخلوية والغشاء القاعدي. وتعتبر خلايا تحت البشرة هي المسئولة عن إفراز الجليد الذي يتركب كيميائيا من البروتين ومادة الكيتين. يتميز الجليد الحديث التكوين، بكونه رخوا وطريا وقابلا للتمدد، والذي لا يلبث أن يتصلب تدريجيا في الأجزاء الخارجية وإلى الداخل مكونا مادة الاسكليروتين الصلبة غير القابلة للذوبان في الماء وبذلك يحدث التصلب الجليد المغطي للجسم في أغلب مناطقه حيث تتكون الصفائح المتصلبة التي تكون جدار الجسم. غير انه تظل مساحات بين الصفائح المتصلبة غشائية مرنة لا تتصلب لتسمح بأنثناء الجسم وتمدده عند امتلائه بالغذاء او البيض. كما تبقى مناطق اخرى غير متصلبة عند اتصال الأرجل بالجسم او عند اتصال اجزاء الفم بعلبة الرأس لتسمح لها بالحركة، (الأشكال 1، 2).

- القنوات الثقبية (المسامية): هي قنوات غاية في الدقة تخترق الجليد وتمتد من خلايا البشرة وحتى الطبقات الداخلية للجليد السطحي دون نفاذها منه. تعتبر وسيلة لنقل المواد اللازمة لتصلب الجليد السطحي كما تمثل الرباط بين خلايا البشرة والجليد.

- الزوائد الجليدية: وهي عبارة عن زوائد تنمو على سطح الجلد وتتصل به عن طريق أغشية تسمح لها بالحركة، مثل الشعيرات المتحركة التي تظهر بصور متعددة على طول السطح الخارجي للحشرة ومنها (أ) الشعيرات المغطية أو الكأسية وهذه تغطي الجسم وزوائده المختلفة وتبدو متفرعة كما في النحل أو النمل. او تبدو ريشية الشكل كما في ذباب التاكينا، أو تكون صلبة وخشنة. (ب) الحراشيف: وهي تراكيب متطورة عن الشعيرات و(ج) الشعيرات الحسية وهي تراكيب توجد على قرون الاستشعار او على اجزاء الفم او الارجل او الاجنحة او على القرون الشرجية ولها وظائف حسية متعددة ويميزها اتصالها بالجهاز العصبي. كما توجد المهاميز على ارجل كثير من الحشرات والتي تختلف عن الشعيرات انه يشترك في تكوينها عدد من الخلايا وتختلف عن الأشواك، بتمفصلها مع جدار الجسم.

- النموات الجليدية: توجد على جدار الجسم وتتصل به اتصالا قويا (ملتحمه بجدار الجسم) واكثر ما يميزها عن الزوائد الجليدية انها غير متحركة لعدم وجود أغشية مفصلية، ومن امثلتها الشعرات الثابتة وهي بروزات صغيرة شبيهة بالشعر وتوجد غالبا على الأجنحة في الحشرات التابعة لرتبة ذات الجناحين. وكذلك الأشواك وهي نموات خارجية تنشأ من جدار الجسم وتتكون من خلايا تحت البشرة والجليد الذي يغطيها وهي غير قابلة للحركة.

- النموات الداخلية: وهي تعرف بالأذرع وتتكون نتيجة انبعاج جدار الجسم الى الداخل ووظيفتها أنها تمثل مراكز ثابتة لاتصال العضلات ويظهر أماكن هذه الانبعاجات على السطح الخارجي لجدار الجسم على هيئة نقر أو دروز.

شكل (1): الزوائد والبروزات الجليدية على جدار الجسم

شكل (2): وجود القنوات المسامية مخترقة طبقات جدار الجسم