المحلة في علم الاجتماع :

يؤكد علماء الاجتماع على اهمية العلاقات الاجتماعية في حياة سكان المحلة وهم عادة يشيرون الى ان العلاقات الاجتماعية قد اصابها شيء من الانحلال في المدن الصناعية وان الانسان فيها يعاني من العزلة والامراض الاجتماعية والنفسية والعقلية لذا فانهم يدعون الى خلق محلات تتصف بالتجانس الاجتماعي والاقتصادي والوظيفي حتى لا تدفع الفرد الى الشعور بالغربة فيها وبهذا الصدد يعرفها طلعت ابراهيم لطفي بانها (الجماعة الاولية التي تنشأ تلقائياً في منطقة صغيرة متميزة ومحدودة مكانياً تجمعها صفة المشاركة الودية بين اعضائها الذين يقيمون بجوار بعضهم وتربطهم علاقات شخصية مباشرة ووثيقة ومستمرة نسبياً). وهناك تعريف فيه مثالية مفاده (ان حياة المحلة السكنية هي حياة تحمل معها الكثير من الحياة الانسانية المتصلة .... مولود جديد ، بناية جديدة في حياة المحلة .... تحمل معها عملاً، لعباً ، حياة ، سياسة ، علماً وباجتماع هذه المتغيرات تتكون المحلة على اساس الخبرة المشتركة من قبل الناس فهم يتقاسمون المكان ويتبادلون الأفكار عن كيفية العيش معاً ويتبادلون المساعدة فيما بينهم وصولاً الى تحقيق السعادة والى وجودٍ ناضج طالما ان حياتهم في وسطٍ إنساني), ويتصف هذا التعريف ببعده عن الواقع العملي فاذا كانت الحياة في المحلة مثالية فعلاً فمن غير المحتمل ان يقع الكثير من المحلات تحت وطأة التدهور والانحلال ومع ذلك فان حلم المحلة السكنية قد تم تحشيد زخمه في العقود الاخيرة وهناك من يبالغ بدور المحلة ومنهم (P. Mann) اذ يقول (ان المحلة يمكن تصورها بالدرجة الاساس على انها اداة للإصلاح الاجتماعي او العمل الاجتماعي) .