المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16345 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مباني الديك الرومي وتجهيزاتها
2024-04-30
مساكن الاوز
2024-04-30
مفهوم أعمال السيادة
2024-04-30
معايير تميز أعمال السيادة
2024-04-30
الحكم القانوني لأعمال السيادة
2024-04-30
التطور التاريخي لنشأة أعمال السيادة
2024-04-30

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


قصة السابقين  
  
1722   04:02 مساءاً   التاريخ: 2-06-2015
المؤلف : د. محمود البُستانِي
الكتاب أو المصدر : دراسات فنية في قصص القران
الجزء والصفحة : ص676-689.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / مواضيع عامة في القصص القرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-19 789
التاريخ: 24-1-2023 1263
التاريخ: 9-10-2014 2908
التاريخ: 2023-02-06 908

تتضمن سورة (الواقعة) ثلاثة مراء [مشاهد ، مناظر] يمكننا أن نطلق عليها ما يسمى بـ[القصة البيئية] ، أي : القصة التي يغلب عليها وصف (البيئة) ، بالقياس إلى القصة التي يغلب عليها عنصر (الشخصية) ، أو القصة التي يسيطر عليها عنصر (الحدث).

فالقصص التي تتصل بحياة الأنبياء ـ عليهم السلام ـ مثلا ، يظل العنصر الغالب فيها هو : شخصية أحدهم [آدم ، نوح ، إبراهيم…الخ] ، حيث يوظف كل شيء في القصة من أجل التعريف ببطل القصة.

وهناك قصص [الحوادث ، الوقائع…] بحيث يختفي فيها عنصر (الأبطال) ، حتى يكاد لا يذكر لها حتى مجرد (الاسم) ، بل يترك المجال لأن تتحرك مجموعة من احداث ووقائع تستقطب انتباه القارئ أو السامع ،… تكون هي العنصر الغالب على القصة.

وهناك نمط من القصص القرآنية الكريمة ، يكون العنصر المسيطر فيها هو : وصف (البيئة) بما انها (مكان) أو مساحة جغرافية خاصة : قد تتصل ببيئة الحياة الدنيا ،… أو ببيئة الدار الآخرة.

وسورة (الواقعة) التي [نحن الآن في صددها] ، تنتسب إلى قصص (البيئة) في الحياة الآخرة.

وقد قسمت هذه البيئة إلى ثلاثة :

القسم الأول : بيئة (السابقين) وهم : النخبة البشرية التي أعد لها مكان خاص من [جناب النعيم].

القسم الثاني : بيئة [أصحاب اليمين أو الميمنة] وهم : أقل امتيازا من الطبقة المتقدمة ، فيما أعد لها مكان متميز عن المكان المخصص (للسابقين).

القسم الثالث : بيئة [أصحاب الشمال أو المشأمة] ، وهم : أصحاب النار الذين أعد لهم مكان يتناسب مع مواقفهم في الحياة الاختبارية : الحياة الدنيا.

والآن : نقف مع الطبقة الأولى (السابقين) ، لملاحظة المرأى البيئي الذي رسم لهم.

لنقرأ النص القصصي ، أولا :

{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة : 10 - 14]

وقبل أن نتقدم إلى وصف البيئة التي رسمت لهذه الطبقة من الشخوص ، ينبغي أن نقف على سماتهم التي حكتها القصة ذاتها.

لقد وصفهم الله سبحانه وتعالى بأنهم : (السابقون) ، وبأنهم ، (المقربون).

ومن حيث (العدد) ، وصفوا بأنهم جماعة كبيرة من الأوائل ، وجماعة صغيرة من الأواخر.

والسؤال هو : كيف أتيح لهذه الطبقة أو الصنف : الحصول على امتيازات خاصة [سنلاحظها بالتفصيل عن حديثنا عن (البيئة) التي أعدت لهم] ، بحيث وصفوا بكونهم (سابقين) بالقياس إلى سواهم ، وبكونهم كثيري العدد في سابق الزمان ، وضئيلي العدد في لاحق الزمان ؟

النصوص المفسرة ، متفاوتة في تحديد (السابقين) إلى طاعة الله ، وتطبيق مبدأ [الخلافة في الأرض].

فبعضها يحدد أسماء بأعيانها ،… وبعضها يكتفي بالتعميم وثالث يفصل في هذا الصدد.

بيد ان النص الذاهب إلى ان السابقين هم : [رسل الله وخاصته من خلقه] ـ فيما أثر ذلك عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ ـ … مثل هذا النص ، يظل متسقا مع الامتياز الممنوح للرسل والأئمة عليهم السلام ، بصفتهم يمثلون قمة التجسيد لمفهوم (العبادة) : كما هو واضح.

وطبيعي ، أن يضاف إليهم [كما ألمحت إلى ذلك بعض النصوص المفسرة ، وكما يقتضيه ظاهر النص القصصي] : النماذج التي سارعت قبل سواها إلى التصديق برسالات السماء ، أو النماذج التي أخلصت في ممارساتها العبادية بنحو أشد من سواها : سواء أكان ذلك يعني عددا كبيرا من الأمم الماضية وعددا قليلا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أو العدد القليل في أخريات الزمان بالقياس إلى أوائله مطلقا.

والآن : لنتحه إلى وصف (البيئة) المخصصة للسابقين.

لقد هيأت السماء لهم الوسائل الثلاث المعروفة : الأكل ، الشرب ، الجلوس ، أولا.

ثم : نوعت هذه الوسائل ، ثانيا.

وأخيرا : أخضعتها لانتقاء خاص ، من حيث (الترف) في الإشباع.

وقد رافق هذه الوسائل المادية ، إشباع عقلي أو نفسي يتصل بالعلاقة القائمة بين الأطراف.

أما الوسائل المادية الثلاث المعروفة ، فأولها هو : المكان المعد للجلوس ، حيث تم على النحو التالي :

{عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ} [الواقعة : 15 ، 16]

إن مجرد جلوسهم [مستندين ، متكئين] بدلا من الجلوس العادي ، كاف في تحقيق دلالة (الترف). فإذا أضفنا إلى ذلك ، جلوسهم على (السرير) ، بدلا من الجلوس على أرض الجنة ،… حينئذ يبلغ (الترف) درجة عالية.

ثم : إذا أضفنا إلى ذلك ، أن (السرير) نفسه ، قد وصف بانه (موضون) أي : منسوج ، محبوك ، متشابك الحلقات ،… حينئذ فإن (الترف) يبلغ ذروته من حيث توفر مثل هذه الحاجة الجمالية.

ولكي يتم الإشباع بنحو لا مماثل له ، نجد أن وصله بتهيئة المناخ النفسي للجالسين على السرر ، قد تحقق بنحوه الذي لا مزيد عليه ،… ونعني به : كونهم (متقابلين) ، يجلس كل منهم قبال الآخر ، لا أنهم منفردون ، أو مبعثرون.

وواضح ، ان الجلوس واحدا قبال الآخر ، لا يكلف الجالس أدنى حركة أو أدنى جهد مبذول في التوجه إلى صديقه الذي يحدثه… وهذا منتهى (الترف) الذي يمكن أن نتصوره في هذا الميدان.

وهذا كله ، فيما يتصل بنمط (الجلوس) ، ولقاء الأحبة فيما بينهم.

ولكن : هل ان مثل هذه (الجلسة) ، تمضي بشكلها المترف المذكور ، دون ان يرافقها (زاد) من الأكل والشرب ؟

إن الزاد بشكليه : الأكل والشرب مهيأ تماما ، كما سنرى ذلك مفصلا.

غير ان مجرد الأكل والشرب ، لا يحققان النمط العالي من (الترف) ، ما لم يقترنا بـ(الوسائل) الجمالية العالية أيضا.

ولعل أول ما يتحسسه الجالسون على السرر الموضونة هو : العنصر البشري الذي (يخدمهم) : وهم (جالسون) على أسرتهم.

وها هو العنصر البشري الخادم ، يتقدم إليهم بتهيئة ما يشتهونه ، واحدا واحدا.

(يطوف ، عليهم : ولدان مخلدون…).

وسواء أكان هؤلاء (الولدان) قد هيأتهم السماء خصيصا لخدمة الجالسين على السرر الموضونة ، أم كانوا أطفال الدنيا الذين لم تكن لهم حسنات ، أم كانوا أطفال المشركين الذين أعفوا من الحساب ما داموا غير مكلفين… أيا ، كان هؤلاء (الولدان) ، فانهم ـ في الحالات جميعا ـ قد هيأتهم السماء : لكي (يخدموا) هؤلاء الجالسين على السرر الموضونة ،… يطوفون عليهم ، بما يشتهونه من (الزاد) : حتى لا يكلفوا أنفسهم أدنى نصب في الجلسة الأبدية التي يلتقي الأحبة فيها بعضهم بعضا.

ها هم (السابقون) في (جنات النعيم)… ، متكئين على السرر ،… متقابلين : واحد حيال الآخر ، في أعلى سلم من (الترف) ، لا يكلفون أنفسهم أدنى تعب أو حركة في اشباع حاجاتهم المتصلة ، بالجلوس ، وبلقاء الأحبة.

(الزاد) أيضا ،… يتهيأ لهم بالمستوى ذاته من اترف ، حيث يتطوع [الولدان المخلدون] لخدمتهم : في تهيئة الزاد : أكلا وشربا.

والآن : ما هي مستويات التناول لكل منهما؟ وما هي درجة (الترف) الذي يصاحب اشباع حاجاتهم لكل من الشرب والأكل؟

فيما يتصل بالشرب ، يقول النص القصصي :

{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ} [الواقعة : 17 - 19]

الملاحظ ، أن تناول (الشرب) من الممكن أن يتم بأية (أداة) ،… بأي (إناء) متاح في هذا الصدد.

بيد أن السماء تأبى إلا أن تحقق لعبادها المخلصين ،… السابقين إلى الخيرات… أعلى أدوات الترف التي تتساوق مع نفس درجة (الترف) الذي حقق لهم الجلوس على السرر ، ولقاء الأحبة.

لقد هيأت السماء لهم ، بدلا من (آنية) واحدة ، ثلاثة أشكال من الأواني : تتسم جميعها بمظهر جمالي يحقق للسابقين إشباعا مزدوجا لكل من حاستي الجمال والتذوق.

لقد هيئت لهم هذه الاشكال الثلاثة : باكواب وأباريق وكاس من معين.

فهناك (اكواب) ، أي : أقداح واسعة الرؤوس.

وهناك ثانيا ، (أباريق) أي : الأواني ذات الخراطيم ، والعرى… ذات المظهر البراق في صفاء لونها.

وهناك ثالثا : (كؤوس) ،… وهي واضحة الشكل : كما هو بين.

ومن البين أيضا ، ان كلا من (الأواني) المذكورة ، يقترن بإشباع جمالي مختلف عن الآخر ،… فالأكواب ، غير الأباريق ،… وكلاهما غير الكؤوس… كل منها متميز عن الآخر : ليس في مظهره الخارجي فحسب ، بل في مظهره الحركي في اليد ، وفي عملية التناول… فالأباريق مثلا ذات عرى تتناول باليد… وقد تكون الكؤوس مثلها…

وقد تكون الكؤوس أيضا… وقد لا تكون كذلك… غير انهما متميزان بالضرورة عن الأباريق في اشتمالها على خراطيم للشرب مثلا… وهكذا.

إذن : هناك مظهر جمالي يتصل بشكل الأواني. وهناك مظهر حركي يتصل بطريقة التناول : حملا باليد ، وشربا بالفم. وكلها تحقق مستويات تمثل الذروة ، من (الترف) الذي أعدته السماء لعبادها السابقين إلى طاعة الله.

لقد تساوق كل من مظاهر الجلوس والشرب في بيئة (جنات النعيم) التي أعدت للسابقين إلى طاعة الله.

(الأكل) أيضا ، يتساوق بدوره مع درجة (الترف) التي لحظناها في (الشرب) و (الجلوس).

ولنقرأ :

{وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة : 20 ، 21]

الزاد هنا ، نمطان : فاكهة ولحم.

وحين ننقل هذين النمطين من تناول الطعام ، إلى خبراتنا في الحياة الدنيا ، حينئذ يمكننا ان نقرر بوضوح أن لحوم (الطير) هي أشد جذبا من لحوم (الأنعام) مثلا…

فإذا أضفنا إلى ذلك ، ان لحوم (الطير) متنوعة ، وإلى ان كلا منا من الممكن أن يتناول نوعا منها بالقياس إلى الأنواع الأخرى… حينئذ فان تناول ما نشتهيه من هذا النوع أو ذاك ، يحقق أعلى درجات (الإمتاع) الذي ننشده.

إذن : اختيار لحوم الطير على سواها من جانب ،… ثم اختيار ما نشتهيه من أنواعها من جانب آخر ،… يمثل ذروة الإشباع المتصل بحاجاتنا (الحيوية).

وهكذا كله فيما يتصل بما هو ملح في خبراتنا الدنيوية.

أما ما يتصل بما هو أقل إلحاحا ونعني به (الفاكهة) ،… فإنها موسومة بنفس الطابع : ما نشتهيه ونختاره.

(وفاكهة مما يتخيرون…).

والآن : لا نزال مع القصة في سردها لبيئة الزاد : أكلا وشربا.

لا نزال أيضا : نتناول النص القصصي من زاوية خبراتنا في الحياة الدنيا.

فالسابقون إلى طاعة الله ، يتناولون : بالأكواب والأباريق والكؤوس ، ما هو جار مثل النهر أو النهر ذاته.

ولا نغفل : ان صفة (الجري) تحمل بدورها إثارة بالغة المدى في اشباعها للحس الحيوي والجمالي.

إن ما هو (جار) بمثل الانهار ، وما هو ظاهر للعيون ، ينطوي على جملة من الدلالات :

فأنت حينما تمد عينيك إلى مجري ثر ، غزير لا نضوب فيه ،… عندها ، تحقق توازنا داخليا لا يصحبه أي توتر محتمل في حساب المستقبل…

المجرى الثر… ، الغزير… ، الدائم … يحقق في الآن ذاته إشباعا جماليا ، بما ينطوي عليه مرأى النهر من جمال وجذب…

ولكن ، يضاف إلى ذلك كله ، ان القصة عقبت على ذلك ، بما يلي :

{ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ} [الواقعة : 19]

هذا التعقيب ، لو نقلناه ، إلى خبراتنا الدنيوية ، لأمكن أن ندرك بوضوح قيمة الشرب الذي لا نتفرق عنه ، أولا يصيبنا أدى منه ، ولا ننزف عنه : حينما نتناول ماء أو لبنا أو عسلا دون ان نقيده بالمقادير الملائمة مثلا…

والقيمة النفسية لمثل هده الخبرات التي يدعنا النص القصصي ننقلها من خبرة دنيوية إلى خبرة أخروية مع ملاحظة : أن التركيبة الآدمية قائمة على (دوافع) تبحث عن الإشباع من جانب ، ثم : تشبع فعلا من جانب آخر.

لكننا ، لو تصورنا أن (الاشباع) عملية استمرارية لا يسبقها (توتر) مثلا ، أو أن (التوتر) غير مصحوب [بما نألفه في حياتنا الدنيا] باحتمالات (الاحباط) ، أو مجرد التوجس من الاحباط مثلا… أقول ، لو أمكننا أن نتصور أمثلة هذا التركيب الدافعي الجديد للآدميين ، في جوار الله سبحانه… لادركنا ، بوضوح ضخامة العطاء الذي تمنحه السماء لعبادها السابقين إلى طاعته…

[اللهم أحشرنا معهم ، بمحمد وآله الطاهرين].

المهم : أن الوصف القصصي لبيئة (السابقين) : شربا ، وأكلا ، وجلوسا وتلاقيا مع الأحبة… يظل من حيث عنصر (الاشباع) مجسدا لذروة (الترف) الذي يمكن أن نتمثله في هذا الصدد…

ولكن الأمر لا يقف عند التخوم المذكورة ، بل يتجاوزه إلى عنصر جديد : ثم إلى نمط التعامل الأخلاقي فيما بين السابقين إلى الطاعة ، إلى العبادة ، إلى الخلافة في الأرض.

لقد هيأت السماء لعبادها (السابقين) إلى الطاعة ، حاجات حيوية من النمط الأشد ترفا : كما لحظنا. شرابا يدار بأكواب وأباريق وكؤوس ، فاكهة مما يتخيرون ، لحم طير مما يشتهون ، حورا كأمثال اللؤلؤ المكنون.

هذه الحاجات الحيوية ، أردفتها السماء بحاجات نفسية : كان أولها هو لقاء الأحبة يقابل الواحد منهم الآخر في جلسته على السرر الموضونة.

والآن : يتوج النص القصصي هذه الحاجة النفسية بظاهرة خاصة من السلوك هي : ان السابقين إلى الطاعة ـ في مقرهم (جنات النعيم) يطبعهم نوع من [التوافق الاجتماعي] عبر العلاقة القائمة بين الأطراف ، على هذا النحو :

{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا } [الواقعة : 25 ، 26] وقبل أن نتحدث عن هذه الظاهرة الاجتماعية في بيئة جنات النعيم ، ينبغي أن ننتبه إلى تعقيب القصة على الحاجات الحيوية التي هيأتها للسابقين إلى الطاعة فيما يتصل بحاجات الجوع والعطش والجنس والحاسة الجمالية ، حيث عقبت القصة على ذلك ، بقولها :

{جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الواقعة : 24]

هذا التعقيب هو الحصيلة الفكرية لكل ما رسمته القصة من حاجات حيوية.

فالطعام ـ منعزلا عن مفهوم العبادة أو الخلافة في الأرض ، لا يعني إلا حاجة تنتفي أهميتها أساسا. وهكذا سائر الحاجات المتصلة بالشرب والحاسة الجمالية.

ونحن الآن قبال بيئتين : بيئة الحياة الدنيا ، وبيئة الحياة الأخرى.

أما بيئة الحياة الدنيا ، فقد ألغتها القصة [بطريقة فنية غير مباشرة] من ذاكرة الإنسان ، ولخصتها في هدف فكري ونفسي واحد هو قولها : {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }. أي : إن العمل لله هو المسوغ الوحيد لتهيئة الحاجات الحيوية بنحوها المترف في الحياة الآخرة.

وإذا كان الطعام مثلا [في بيئة الدنيا] يشكل مجرد (وسيلة) لاستمرار الكائن الآدمي في ممارساته العبادية ، فإنه يتحول [في بيئة الآخرة] إلى كونه أيضا (وسيلة) للعبادة : لكنها من نمط آخر.

ترى : كيف يمكن إدراك مثل هذا الفارق بين الوسيلتين ؟

إن علاقة الكائن الآدمي بالله ، تظل متصلة بحاجة (عقلية) أو (نفسية) صرف : سواء أكانت هذه العلاقات بين الفرد والله في بيئة الدنيا ، أو في بيئة الآخرة.

أما الحاجة [الحيوية ـ أي : البيولوجية] من طعام ونحوه ، فإنها في نطاق الدنيا تظل (وسيلة) يكتنفها (صراع) ، وفي نطاق الحياة الآخرة ينتفي عنصر (الصراع) فيها.

فأنت حينما تؤجل رغبتك في تناول طعام شهي ، تكون قد اجتزت مرحلة صراع بين تناول الطعام وبين تأجيله : كأن تصوم مثلا ، أو تمضي إلى جبهات القتال دون أن تحس بقيمة ما هو زائد على الحاجة ، أو تمتنع عن تناوله : نظرا لشوبه بما هو محرم…الخ… كل ذلك يتطلب تأجيلا للذة حيوية ، واجتياز مرحلة الصراع بين الحصول على اللذة وتأجيلها ، حتى ينتهي بك المطاف إلى يقين تام : أن (الطعام) لا ضرورة له إلا بما يسد الحاجة ، وأن الصوم ، والتوجه نحو جبهات القتال ، والامتناع عن الشبهات الحائمة على زاد مشتبه به ، هو الخيار الايجابي الذي يتسق مع دلالة مفهوم الخلافة في الأرض.

أما في الحياة الآخرة ، فان الصراع لا وجود له البتة ، كما لا وجود للخيار ما دام لا صراع في الموقف. كل ما في الأمر أن الطعام يظل (وسيلة) تلقائية [كعملية الدورة الدموية مثلا] لا يصاحبها خيار في التوقف أو الجري.

يضاف إلى ذلك ، أن هذه الوسيلة أو الأداة إنما اكتسبت هذا النمط من الإشباع ، فلأنها (جزاء) لممارسات العمل العبادي في الحياة الدنيا : مما يعني ان العمل العبادي [وهو حاجة عقلية ونفسية] هو الدلالة الوحيدة لمعنى (الإنسان).

من هنا ، فان العلاقات الاجتماعية في بيئة الآخرة بما يطبع هذه العلاقات من دلالة نفسية وعقلية ، تظل هي السمة التي تغلف السلوك ، فيما توج بها النص القصصي ، رسمه لبيئة جنات النعيم ، قائلا عنهم :{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا } [الواقعة : 25 ، 26]

أننا لو نقلنا طبيعة العلاقات الاجتماعية التي قالت القصة عنها بانها مطبوعة [في بيئة جنات النعيم] بعدم سماع اللغو والإثم ، وبأن التحية والسلام والحب هو الطابع الذي يسود العلاقة بين الأطراف الاجتماعية…

أقول : لو نقلنا هذه الدلالة إلى خبراتنا في الحياة الدنيا ، حينئذ سندرك أهمية مثل هذه العلاقات الاجتماعية ، مثلما سندرك : الأهمية الفنية لمثل هذا الرسم القصصي.

فالقصة بدلا من أن تطالبنا بشكل مباشر بأن نختط لأنفسنا سلوكا قائما على الحب في نشاطنا الدنيوي ،… سلكت منحى فنيا غير مباشر في مطالبتنا بالسلوك القائم على الحب ، والابتعاد عن لغو الكلام ، وتجريح الآخرين.

قالت القصة لنا : أن أهل الجنة لا يتكلمون بكلام لا فائدة فيه.

وقالت لنا : أن أهل الجنة لا يسيء أحدهم إلى الآخر ، ولا يتهمه.

وقالت لنا : إن أهل الجنة : يسلم بعضهم على الآخر ، ويحييه ، ويفيض عليه مشاعر الحب.

هذا السلوك الذي يطبع أهل الجنة ، تطالبنا القصة بمثله في سلوكنا الدنيوي أيضا ، دون أن تقول لنا ، ذلك مباشرة بل جعلتنا نستوحي ونستخلص ونستنتج بأنفسنا ، ضرورة أن ندرب أنفسنا [في الحياة الدنيا] على الابتعاد عن لغو الكلام ، والابتعاد عن الإساءة ، وإبداله بلغة الحب ، وبالكلام الهادف.

كل ما في الأمر : إن أهل الجنة لا يحيون (صراعا) ، في ابتعادهم عن لغو الكلام ، والإساءة. في حين أن السلوك الدنيوي قائم على تركيبة (الصراع) الذي تطالبنا السماء باجتيازه ، وتأجيل اللذة العابرة ، والتدريب على ممارسة العلاقة القائمة على حب الآخرين ، وعلى الابتعاد عن الكلام الذي لا فائدة فيه.

كل هذه الدلالات ، أوحتها القصة لنا إيحاء ، وفق طريقة فنية غير مباشرة ، على نحو ما تقدم الحديث عنه.

والآن : بعد أن أوضحنا الطريقة الفنية التي سلكتها القصة في حملنا على استخلاص ما فيها من دلالة فكرية ،… يتعين علينا أن نتحدث بالتفصيل عن كل من مفهوم [عدم اللغو] و[عدم التأثيم] و[التحية أو السلام] ، في خاتمة الوصف الذي شمل بيئة (السابقين) إلى طاعة الله ، في جنات النعيم التي أعدت لهم… حيث بدأ وصف بيئتهم بأنهم على سرر موضونة ، متكئين عليها متقابلين. (يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون). حيث انتهى ذلك بانهم (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما. إلا قيلا : سلاما سلاما).

قلنا ، إن (السابقين) إلى طاعة الله ، لا يتكلمون ـ في بيئة الجنة ـ بكلام لا فائدة فيه : (لا يسمعون فيها لغوا…).

وإذا نقلنا هذه الظاهرة إلى بيئة (الدنيا) ،… لحظنا أن (اللغو) من الممكن أن يتجسد في عدة أنماط من السلوك ، منها :

الكلام غير الهادف ، الكلام زائدا عن الحاجة ، المزاح ، الغناء ،… الجدال العقيم ، الخ.

ومثلما قلنا أيضا : فإن القصة [من وجهة نظر فنية] تستهدف إيصال هذه الحقيقة إلى نشاطنا الدنيوي أيضا [بنحو غير مباشر] ، بغية حملنا على تعديل السلوك وضبطه : عبر مرحلة الصراع الذي يطبع السلوك البشري في الحياة الدنيا.

ان النصوص المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام ، تطالبنا (بالصمت) عندما لا نجد ثمة ضرورة إلى الكلام.

وفي حقل الأمراض النفسية ، يشير أهل البيت ـ عليهم السلام ـ إلى أن [حب الكلام] يشكل واحدا من هذا الأمراض التي ينبغي أن ندرت ذواتنا على التخلص منها.

فمن الواضح ، ان أية شخصية عندما تحاول أن تتكلم في ما لا ضرورة له ، إنما تحاول لفت الانتباه إلى (ذاتها) المريضة التي تتحسس الضعة والهوان ، ومحاولة سدها بأية وسيلة تؤكد هوية الذات.

أما الشخصية السليمة ، فإن احساسها بالثقة ، والاستقلال ، والكفاءة ، جدير بان يلغي لديها أي حافز إلى الكلام الذي لا ضرورة له.

القيمة الفكرية الثانية في القصة ، هي : عدم (التأثيم) {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا} [الواقعة : 25] وواضح ، ان الكلمة المجرحة ، القاسية ، المتهمة : الكلمة التي تسيء إلى الآخرين ، إنما تعبر [في حقل المرض النفسي] عن وجود نزعة عدوانية لدى صاحبها : ملأى بالحقد والضغينة والحسد والكراهية.

ولا حاجة بنا إلى التذكير بنصوص أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في هذا الحقل ، ما دام المشرع الإسلامي ـ أساسا ـ يشدد على تنقية الشخصية ، وتدريبها على (الحب) بدلا من (الحقد).

وهذا ما ألمحت القصة إليه ، في القيمة الفكرية الثالثة التي طرحتها في القصة ، عبر رسمها للسابقين إلى طاعة الله : [في بيئة الجنة] ، ونعن بذلك هذه الفقرة :

{إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا }

فالسلام ، أو التحية ، لا يشكل مجرد سلوك لفظي خال من الدلالة ،… بل [حتى في حالة الافتعال] يظل تعبيرا ـ أو على الأقل ـ محاولة في التدريب على (الحب)… ، يمسح من الأعماق بقايا الكراهية أو التوتر الذي يطبع أحد الأطراف الاجتماعية ، في السلوك الدنيوي.

خارجا عن القيم الفكرية للقصة ،… نجد ، أنها قد ختمت بالوصف الحائم على ما هو (نفسي) قبال ما هو (حيوي) متصل بالطعام ، والشرب ، والحاسة الجمالية : مما تشعرنا ـ هذه النهاية القصصية ـ بان القيمة الحقة التي تتوج بيئة [السابقين إلى طاعة الله] هي : الحب الذي يطبع العلاقة القائمة بين الأطراف.

المهم : ان (السابقين) إلى الطاعة ، يشكلون صفوة أو نخبة ، رسمتهم القصة في الذروة من النعيم : حيويا ونفسيا.

يليهم [في بيئة الجنة] أصحاب اليمين ، أو الميمنة.

وهم : المجموعة : الأقل امتيازا من السابقين.

وطبيعي ، أن نتوقع إشباعا أقل حجما عند أصحاب اليمين ، بالقياس إلى السابقين ، ما دامت عملية [الاختبار الدنيوي] الذي اجتازه (السابقون) قد اقترن بتأجيل أكبر حجما من التأجيل الذي مارسه أصحاب اليمين : في مواجهتهم للحياة الدنيا ، ولذائذها.

والآن : لنقرأ نصوص القصة ، في رسمها لبيئة الجنة التي أعدت لأصحاب اليمين :

{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا } [الواقعة : 27 - 37]

أن المتأمل لهذه البيئة التي اعدت لأصحاب اليمين ، يجدها ـ عبر المقارنة ـ بالبيئة التي أعدت (للسابقين) ، ذات فارقية كبيرة دون أدنى شك فيما يتصل بدرجة الإشباع ، أو درجة (الترف) : مع ملاحظة غياب العنصر الاجتماعي المتمثل في : تحديد العلاقات القائمة بين الأطراف.

وواضح ، أن لهذا الفارق بين البيئتين ، مسوغاته المتصلة بالفارقية بين الفريقين في ممارساتهما لمهمة الخلافة في الأرض.

كما أن الطرائق الفنية التي سلكتها القصة في هذا الصدد يجلي حقائق جديدة ، ينبغي أن نقف عندها مفصلا.

الملاحظ : ان أول عنصر يختفي [في الجنة التي يرفل فيها أصحاب اليمين] هو : عنصر (المكان) من حيث وسائل (الترف) الذي يصاحبه. فليس ثمة اشارة إلى (السرر) التي وصفت بانها محبوكة موضونة ، متكئين عليها ، متقابلين.

هذه الأوصاف : السرر ، كونها موضونة ، الاتكاء عليها ، مقابلة الأحبة واحدا حيال الآخر : هذه الأوصاف التي لحظناها ـ فيما يتصل بعنصر المكان ـ قد اختفت هنا [عند أصحاب اليمين] ، بحيث لم يرد أي وصف لمكان الجلوس ، عدا : [الظل الممدود] و[الفرش المرفوعة] التي لا نملك يقينا بأنها تعني : المكان المفروش ، ما دام ظاهر النص وبعض النصوص المفسرة ، تذهب إلى أن المقصود بها النساء.

والسؤال هو : هل أن القصة اعتمدت عنصر [الاقتصاد في عملية السرد القصصي] بحيث لم تكن ضرورة لوصف سبق أن قدمته لأصحاب السبق (السابقين) : فحذفته هنا ، اعتمادا على كشف القارئ لهذه الحقيقة؟

هذا السؤال لا تمكن الإجابة عليه بحسم ويقين ، ما دمنا بالضرورة ، ندرك بان فارقا بين درجات الإيمان يطبع المؤمنين دون أدنى شك.

وتبعا لذلك ، فإن درجات (الإثابة) لا بد ان تتفاوت بدورها أيضا : بحيث تنعكس على مستويات (الترف) في الجنة.

بيد أننا ـ في نصوص قرآنية كريمة أخرى ـ ، نجد تعميما لأصحاب الجنة فيما يتصل بوسائل الجلوس ، من نحو قوله تعالى :

{عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ} [المطففين : 23] {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} [الغاشية : 13] {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}[الغاشية : 16] {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ} [الغاشية : 15] … فالأرائك والسرر والفرش : اتكاء عليها أو جلوسا : قد وردت في سياق أصحاب الجنة ، دون أن تشير هذه النصوص القرآنية إلى الفارقية بين الأصحاب.

والملاحظ : أن أصحاب اليمين قد اختفى مثل هذه الأوصاف من ابياتهم في الجنة قبال الوصف التفصيل لأصحاب السبق.

والسؤال ، للمرة الجديدة لماذا لم يرد وصف المكان لأصحاب اليمين؟ وهل انهم داخلون في التعميمات الواردة في وصف أهل الجنة ، فيشملهم هذا الوصف للمكان؟؟. وإذا كان الأمر كذلك : فلماذا اختفى وصف المكان هنا قبال الوصف التفصيلي للسابقين؟؟




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



بالصور: ويستمر الانجاز.. كوادر العتبة الحسينية تواصل اعمالها في مشروع سرداب القبلة الكبير
بحضور ممثل المرجعية العليا.. قسم تطوير الموارد البشرية يستعرض مسودة برنامجه التدريبي الأضخم في العتبة الحسينية
على مساحة (150) دونما ويضم مسجدا ومركزا صحيا ومدارسا لكلا الجنسين.. العتبة الحسينية تكشف عن نسب الإنجاز بمشروع مجمع إسكان الفقراء في كربلاء
للمشاركة الفاعلة في مهرجان كوثر العصمة الثاني وربيع الشهادة الـ(16).. العتبة الحسينية تمنح نظيرتها الكاظمية (درع المهرجان)