المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



تجنب هذه الكلمات (احبك ..... ولكن ....)  
  
2141   03:43 مساءً   التاريخ: 12-6-2021
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص49-51
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2018 2284
التاريخ: 26-9-2018 2036
التاريخ: 26-2-2022 1937
التاريخ: 13-1-2016 2243

لا مجال للشك في ان اجمل عبارة واكثرها تشويقا في اية لغة هي عبارة (( انا احبك )) ، فهذه الكلمات بمفردها تبعث مشاعر الدفء والارتباط ، ولكنك قد يمكنك بالفعل تدمير هذا الجمال الى جانب التأثير الايجابي لهذه الكلمات الرائعة اذا لم تفعل اكثر من تضيف كلمة (( لكن )) في نهاية العبارة. ومن شان ذلك ان يحول جملة تدل على البراءة والاحترام الى محاضرة ماكرة ذات اغراض شخصية .

كانت كريس المرأة الاولى التي علمتني هذا الدرس المهم . منذ سنوات بعد فترة قصيرة من بداية حبنا نظرت في عيني وسألتني هذا السؤال ((هل تدرك انك اثبت حبك لي مرتين في الدقائق الخمسة الماضية؟)) لم ادرك حينئذ ماذا تعني ، ولكنها استمرت في توضيح انها تقدر حقيقة استمتاعي بإخبارها انني احبها ، الا ان كلماتي تبدو اقل صدقا الى حد كبير عندما تقترن بشرط ما ، وقد قلت لها تحديدا ((احبك ولكن اريدك الا تدعيني انتظر)) ((احبك ولكن اتضايق عندما تعتقدين انني اريد ان افعل شيئا في حضور اصدقائك)) وقد اخبرتني فيما بعد انها كانت تفعل ذلك لان الامر كاد ان يتحول الى عادة وكانت تأمل ان اقضي عليه في مهده .

عندما لفتت انتباهي الى هذا لأول مرة اظهرت قليلا من الدفاع . وقد تعلمت منذ ذلك الحين انه ليس هناك ما يدعو لذلك . لم تقل كريس ما يفيد انها فوق النقد او انني لست حرا في اثارة مسائل تزعجني ، بل على العكس لقد شجعت ذلك (ولا زالت تشجعه) . كان ما تطلبه مني ان افصل بين كلمة ((احبك)) وبين اية موضوعات اخرى معها ، وكانت تشير الى انه في الوقت الذي يكون فيه طرفا المقياس مهمين في علاقة الحب الصادقة فانهما لا يتصلان على الاطلاق .

كلما فكرت في الامر بدا ذلك معقولا جدا . فعندما تبحث القصد من كلمة ((لكن)) بعد ((احبك)) يتضح ان السبب الوحيد للربط بينهما ان تجعل الحاحك او شكواك تبدو اكثر منطقية. وبدلا ان تكون لديّ الشجاعة لإثارة هذه المسائل التي تؤرقني ببساطة كنت احاول التأكد اولا ان ابدو رجلا صالحا .

ويشبه ذلك ان تقول ((انني حقا فتى لطيف وصبور ومتسامح بحبك فعلا . والان بعدما ان تأكدنا من ذلك دعيني اخبرك كيف اريدك ان تتغيري حتى تبدين اكثر حبا في عيناي))

اذا لم يكن ذلك شاذا ، فماذا يكون ؟ يبدو كان هناك جدول اعمال معد تمت كتابته بالكامل حول الامر .

في مثل ذلك الوقت سمعت هذه الاضافات مئات المرات ، بل آلاف المرات وفي كثير من الاحيان ، وكما كان الحال معي ، يتم التعبير عن ذلك الشخص إلى شريك حياته في حين يكون هذا التعبير مسموحا به لشخص اخر فمثلا كنت اتحدث مع سيدة على الهاتف ، وقالت لي : ((انني احب كيرت ، ولكنني اكره مقاطعته لي))

هذه فكرة بسيطة للغاية ولكنها تثمر عن نتائج رائعة الفكرة كما تعلمتها اصلا عن كريس هي تجنب الربط بين اطراء الحب والاشياء التي تزعجك ، وعندما تشعر بالحب تجاه شريكتك فلتخبرها بذلك . وبالمثل عندما يزعجك شيء ما فلتشاركها ذلك ايضا . فقد لا تفعل ذلك في ان واحد . فاذا كنت تشبهني بأية حال وستكتشف سريعا ان اطراءاتك واهتماماتك ستعامل بجدية اكبر كثيرا .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.