كيف غير كوبرنيكس نظرة الناس إلى الكون؟

بعد أن درس كوبرنيكس الكواكب سنوات عديدة ، انتهى إلى أن حركاتها لا مكن أن تفسر إلا بطريقة واحدة : لقد قرر أن الأرض نفسها هي إحدى الكواكب ، وأنها جميعاً تدور حول الشمس ، ولكنه عجز عن إثبات فكرته لأن عمليات رصد السماء لم تكن دقيقة في ذلك الحين ، غير انه استطاع ان يضع الترتيب الصحيح للكواكب في بعدها عن الشمس .

وكان العالم الإيطالي الكبير «جاليليو» هو الذي تحمل عبء الدفاع عن نظرية كوبرنيكس ، فقد استطاع مساعدة « التلسكوب » أو المجهر - الذي كان قد اخترع حديثاً حينذاك - أن يضيف أدلة جديدة تدعم النظام أو المنهج الجديد ، وكتب ببلاغة دفاعاً عنه . وقد أودع السجن في النهاية عقاباً على تدريسه لأفكاره . ولما كان جاليليو شيخاً عليلاً فقد أجبر على أن ينكر أن الأرض تتحرك حول الشمس ، غير أن عمله كان قد تم فعلاً ، واخذت اعداد متزايدة من العلماء تعتنق وجهة نظر كوبرنيكس عن الكون.

وكانت عمليات الرصد التي قام بها عالم الفلك الهولندي «تايكوبراهي» في صبر بالغ ، هي التي أتاحت في النهاية وضع صورة دقيقة « للمجموعة الشمسية » ، كما يطلق على الشمس وكواكبها ومن السلسلة الطويلة لعمليات الرصد الدقيقة التي قام بها براهي ، استطاع «يوهان كيلر» في عام ١٩٠٩ أن يحسب ويقدر أن مسارات الكواكب حول الشمس ليست دائرية - كما افترض كوبرنيكس - إذ وجد كيلر أن هذه المدارات كانت دوائر مفلطحة بصورة طفيفة — وهو الشكل الذي يعرف باسم « البيضاوي » - ويبين الرسم والكتابة التي تحته طريقة بسيطة لرسم شكل بيضاوي ، وتوجد الشمس في هذا الرسم في إحدى النقطتين المعروفتين باسم «البؤرة» والمشار إليهما في الرسم بواسطة مسمارين صغيرين .

لكي ترسم مداراً بيضاوياً ، ضع مسمارين صغيرين برؤوس مفلطحة تفصل بينهما مسافة مناسبة ، واصنع عروة من «الدوبار » كما هو ظاهر في الرسم ، وكلما كانت العروة أكبر ، كان الشكل البيضاوي أكبر مساحة . ضع قلماً من الرصاص داخل العروة، واسحب الدوبارة براحة .. وإذا جعلت العروة مشدودة بإحكام فإن القلم لا يستطيع أن يتحرك إلا في مسار واحد فقط . هذا المسار هو الشكل البيضاوي ، وكلما كان المسماران أكثر قرباً ، بدا الشكل البيضاوي أكثر شبهاً بالدائرة .