الوصف النباتي للبصل

البصل نبات عشبي ذو حولين، يعطى نموه الخضري والجزء الذي يزرع من أجله المحصول -وهو البصلة- في موسم النمو الأول، ثم يكمل النبات نموه، وينتج الأزهار والثمار والبذور في موسم النمو الثاني.

تعطي بذور البصل بعد إنباتها بادرة ذات جذر أولى يصل طوله إلى ۷-۱۰ سم بعد نحو ۱۰ أيام من زراعة البذرة، ثم يتوقف نمو الجذر الأولى بعد ذلك تقريبا، ويظل غير متفرع، بينما تبدأ الجذور العرضية في التكوين، وهي التي تشكل المجموع الجذري الأساسي لنبات البصل. وتبدأ الجذور العرضية في التكوين أعلى منطقة الشعيرات الجذرية للسويقة الجنينية السفلى، ثم يستمر تكوينها بعد ذلك من بيريسكيل الساق قريبا جدا من القمة النامية خلال كل مراحل النمو النباتي. وهي تخترق قشرة الساق القرصية أثناء نموها لكي تتجه إلى أسفل.

تعتبر جذور البصل قليلة الانتشار رأسيا وأفقيا، كما أنها قليلة التفريع، ويتكون المجموع الجذري لكل نبات من ۲۰-۲۰۰ جذر ليفي، تكون بيضاء ولامعة، ويبلغ سمكها حوالي 1 مم. تنتشر بعض هذه الجذور تحت سطح التربة مباشرة لمسافة 30 – 45 سم في كل الاتجاهات، وذلك قبل أن تتجه في نموها إلى أسفل. وبرغم أن بعض الجذور قد تتعمق لمسافة 90 سم، إلا أن أغلب الجذور لا تتعمق لأكثر من 45 سم، ولا تتعمق الغالبية العظمى من الجذور لأكثر من 15-20 سم. أما الأفرع الجذرية فهي - على قلتها - تكون قصيرة ولا تتفرع بدورها.

ومع استمرار تكوين ونمو البصلة تموت الجذور الكبيرة، الموجودة في الوسط، وتحل محلها جذور جديدة حول الجذور القديمة، وتخرج هذه الجذور باستمرار من الساق القرصية على مستوى أعلى قليلا من المستوى الذي تكونت منه الجذور الأولى. وتشق الجذور الجديدة طريقها غالبا من خلال قواعد الأوراق.

إن ساق نبات البصل قرصية مندمجة ذات سلاميات قصيرة جدا. تحمل الساق الأوراق الغشائية واللحمية على جانبها العلوي. وتتكون على الساق أيضا الجذور الليفية العرضية التي تخترق طريقها إلى أسفل. ومع تقدم البصلة في العمر.. يزداد الساق في القطر والسمك ببطء، لكنه يظل مصمتا.

تتكون ورقة البصل من غمد قاعدي ونصل طرفي لا يفصل بينهما عنق. النصل عبارة عن أسطوانة مجوفة تطوق الأوراق الأصغر عمرا، والتي تحيط بدورها بالميريستيم الطرفي، وتوجد عند التقاء النصل بالغمد فتحة على شكل شق طولي على حافتها غشاء رقيق. تميل هذه الفتحة إلى الاستطالة مع تقدم الأوراق في العمر، وتتقارب حوافها، مما يؤدي إلى غلقها، وتستمر كذلك لحين بروز الورقة التالية، حيث يأخذ النصل الجديد طريقه من خلالها. ويؤدي التفاف أغماد أو قواعد الأوراق معا إلى تكوين ما يسمى بالساق الكاذبة. والغمد نفسه عبارة عن أنبوبة مجوفة مفتوحة القمة. هذا وتحمل أوراق البصل في صفين متقابلين على جانبي النبات.

شكل يبين قطاع طولي في نبات البصل يوضح الأجزاء المختلفة في البصلة.

تختلف أوراق البصل في الشكل والتركيب حسب مرحلة النمو؛ فالورقة الفلقية بسيطة ولا تتميز إلى غمد ونصل، وتموت بعد فترة قصيرة وتتميز الورقة الأولى والأوراق التالية إلى غمد ونصل، بينما نجد أن أنصال الأوراق التي تتكون أولا كبيرة الحجم، ثم يقل حجم النصل تدريجيا في الأوراق التي تتكون بعد ذلك عند بداية تكوين البصلة، بينما يزداد حجم الأغماد. وتكون الأوراق الخارجية ذات أغماد رقيقة جدا وحرشفية تغلف البصلة تماما، كما يكون لها أنصال، ويليها إلى الداخل أوراق لها أنصال أيضا ، ولكن أغمادها تكون سميكة ولحمية. وكلما اتجهنا إلى الداخل، صغرت أنصال الأوراق إلى أن تصبح الأوراق عديمة النصل بالقرب من القمة النامية للساق.

يتضح مما سبق .. أن كل ورقة في نبات البصل عبارة عن حلقة تحيط بما بداخلها من أوراق (وتلك هي الأغماد التي تكون البصلة)، وترتفع لأعلى من الجانبين (وتلك هي الأنصال في صفين متقابلين). وتخرج الأوراق الأصغر سنا من فتحة توجد في الأوراق المحيطة بها بين الغمد والنصل. ومع استمرار تقدم النبات في النمو تنمو الساق القرصية ببطء جانبيا - وإلى أعلى - فتوجد بذلك مكانا لتكوين أوراق جديدة داخلية. وكل الأوراق التي نمو قبل تكوين البصلة يكون لها أنصال. أما الأوراق التي تتكون بعد ذلك فتكون بدون أنصال. وتزداد البصلة في الحجم بزيادة عدد الأوراق، وزيادة سمك قواعد الأوراق نتيجة تخزين المواد الغذائية فيها. ومع زيادة البصلة في الحجم تجف أنصال الأوراق الخارجية، كما تجف أغمادها؛ لتكون غلافا غشائية رقيقا يحيط بالأغماد الداخلية اللحمية. وتظل مبادئ الأوراق في البرعم الطرفي، والبراعم الجانبية على الساق القرصية ساكنة إلى حين زراعة أو تزريع البصلة؛ حيث تبدأ مبادئ الأوراق في النمو، وتظهر أنصالها خارج رقبة البصلة.

يعطي البصل الفتيل - وهو الذي ينتج من زراعة البذور - شمراخا زهريا واحدا. أما النباتات التي تنتج من زراعة الأبصال، فإنها تعطى من ۱-۲۰ شمراخا زهريا. ويتكون الشمراخ الزهري من سلامية واحدة، وهي التي تنمو من القمة النامية للساق أو البراعم الجانبية. تظهر الشماريخ الزهرية بعد نحو 3 أشهر من زراعة الأبصال، ويستمر ظهورها لمدة شهرين تقريبا. ويتراوح طول الشمراخ الزهري من 60-120 سم.

تكون الشماريخ الزهرية مجوفة ومنتفخة أسفل منتصفها، وتحمل في نهايتها نوارت خيمية. وتكون النورة مغلفة قبل تمام نموها بغلاف رقيق يتكون من ۲-۳ قنابات. تتمزق هذه القنابات عند نمو النورة، والتي تكون خيمية كاذبة تتكون من عديد من النورات السيمية القصيرة الوحيدة التفرع، ويحتوي كل منها على 5 - 10 أزهار، بينما تحتوي النورة الخيمية على 50 - 2000 زهرة.

تكون أزهار البصل بيضاء أو بنفسجية فاتحة اللون، خنثي، وتحمل على أعناق لا يزيد طولها على 2٫5 سم. تحمل الأسدية في محيطين ، أحدهما داخلي والآخر خارجي ، يوجد بكل منهما ثلاثة أسدية. تتفتح متوك الأسدية الداخلية وتنتثر حبوب لقاحها قبل متوك الأسدية الخارجية. ويتكون المتاع من مبيض به ثلاثة مساكن بكل منها بويضتان، ويبلغ طول القلم نحو 1 مم عند تفتح الزهرة، لكنه لا يكون مستعدا لاستقبال حبوب اللقاح إلا بعد أن يصل طوله إلى حوالي 5 مم.

تتفتح متوك المحيط الداخلي قبل تفتح الزهرة بنحو 6-12، ساعة ثم تتفتح متوك المحيط الخارجي عند تفتح الزهرة. ولا تنتثر حبوب اللقاح عند ارتفاع الرطوبة النسبية. تتفتح أزهار النورة الواحدة على مدى أسبوعين أو أكثر، إذ يتفتح في البداية عدد قليل من الأزهار يوميا، ثم يزداد عدد الأزهار المتفتحة في النورة يوميا بصورة تدريجية إلى أن يصل إلى نحو 50 زهرة في مرحلة الإزهار التام full bloom. هذا.. ويستمر تفتح أزهار النبات الواحد لمدة شهر أو أكثر.

يتضح مما تقدم أن التلقيح الذاتي للزهرة الواحدة مستحيل؛ وذلك لأن حبوب اللقاح تنضج وتنتشر قبل استعداد المياسم للتلقيح (أي إن النبات protandrous)، ولكن قد يحدث التلقيح الذاتي للنبات بانتقال حبوب اللقاح من إحدى الأزهار إلى مياسم زهرة أخرى في نفس النورة، أو في نورات أخرى على نفس النبات. وقد قدرت نسبة التلقيح الخلطي في البصل بنحو ۹۰٪؛ وبذا فإن التلقيح يعد خلطيا بدرجة عالية.

يتم التلقيح الخلطي بواسطة الحشرات، ويزور أزهار البصل حوالي 267 نوعا مختلفا من الحشرات، يعتبر النحل أهمها. وبالرغم من أن النحل لا يفضل التغذية على رحيق أزهار البصل، إلا أن التلقيح في البصل يتم بواسطة النحل بصفة أساسية. هذا.. ويوجد الرحيق في غدد رحيقية عند قاعدة المحيط الداخلي للأسدية.

ثمرة البصل علبة كروية، تتكون من 3 حجرات، وتحتوي كل حجرة على بذرتين، وتكون البذرة سوداء اللون ذات قصرة سميكة كثيرة التجاعيد، أحد جوانبها محدب، ويظهر له ثلاثة أوجه. أما الجانب الآخر، فيكون مستويا أو مقعرة قليلا. ويظهر بأحد طرفي البذرة نتوءان صغيران مكان سرة البذرة، وتتكون معظم البذرة من الإندوسبرم الذي ينغمس فيه الجنين.