نظرية التوازن الاقتصادي

• للتوازن الاقتصادي اهمية كبيرة ازدادت مع التراكمات الفكرية ومنذ مطلع القرن العشرين ازداد الاهتمام في هذه النظرية ، لقد تبلورت النظرية وظهرت للوجود ضمن الفترة ما بين 1870 - 1900 برعاية مجموعة من الاقتصاديين ومن مختلف دول العالم  مينجر من النمسا وجيفونز ومارشال من انكلترا وفالراس من سويسرا وبارتيو وبارون من ايطاليا وكلارك وفيشر من امريكا وفيكسل من السويد ، وقد كانت هناك وحدة في موقفهم العام في التطورات النظرية في أعمالهم ، وكانوا بمثابة مجموعة مؤلفين لموضوع واحد هو ما نسميه بالمدرسة الحدية ، والواقع ان الفهم المتكامل للنظريات الاقتصادية وفي القرن العشرين بدأ يتبلور على هيئة منظمات وجمعية وكتل وكان قريب من التكامل فكانت نظرية التوازن مكملة لمجموعة الأفكار التي أدلو بها مفكرين المدرسة الحديـة .

• مفهوم التوازن الاقتصادي

التوازن الاقتصادي : ـ هو كيف ممكن ان تتحقق اقصى منفعة بأقل اجر ، وهذا يتم من خلال توازن المستهلك الذي نادى بها رواد المدرسة الحدية والمتمثل في تحقيق اعلى إشباع ممكن بأقل او ادنى ثمن ، ويكون ذلك من قبل طالب البضاعة ، اما العارض او المنتج فانه كذلك يرغب في التوازن (وحسب النظرية الحدية) بين عناصر الانتاج الداخلة في العملية الانتاجية والارباح وهو ما يطلق عليه توازن المنتج ويتمثل في تحقيق اعلى ربح ممكن وان يعود عليه بأقل او بأدنى كلفة .

ولما كان تصرف المستهلك رشيداً ويتصرف ضمن حدود ما لديه ، فإن التوازن بهذه الحالة يتحقق عندما يكون بالإمكان ان يحصل على اكبر إشباع بما متاح لديه من دخل ، ومن البديهي وضمن التصرف الرشيد للمستهلك انه كلما تدنت أسعار السلع كلما بالإمكان شراء المزيد منها وبالأخير يزداد إشباعها الكمي .

لقد اصبح واضح من خلال الطرح ان المنتج يتصرف وفق ما لديه من رأس مال ، ويحقق توازنه عندما يمكنه الحصول على اكبر عائد ممكن (ربح) من كمية رأس المال الذي استخدمه ، وبمعنى آخر انه انتج اكبر كمية ممكنة من السلعة او الخدمة بذلك الرأس المال المحدد ، وكما هو معلوم انه كلما انخفضت تكاليف الانتاج لهذه السلعة او الخدمة زادت الكميات التي يستطيع انتاجها برأس ماله المحدود وبمعنى آخر تزيد الارباح المُحصل عليها ، ونلاحظ كذلك اذا ما ارتفعت الاسعار لمختلف او لبعض السلع التي ينتجها فسوف يحصل على أرباح أعلى من نفس الكمية من المواد الداخلة في عملية الانتاج ، ويعني بنفس رأس المال .

من خلال ما ذكر أعلاه نستنتج بأن التوازن ووفق آراء المدرسة الحدية يستند على الكمية والسعر ، ويرون ان كل سلعة او خدمة لها سوقها وروادها وتوازنها التي تنفرد به والخاص بها دون غيرها (المحراث للفلاح والقلم للطالب) كما وان التوازن يتحقق في سوق السلعة عندما تتساوى الكمية المعروضة مع الكميات المطلوبة والتي تعكس توازن طالب الحاجة (المستهلكين) في ضوء الاسعار المتاحة ، وان توازن السوق لأي سلعة او خدمة يعكس المستوى الذي تتفاعل فيه الكمية مع السعر ، ففي حالة تغير الكميات المطلوبة او المعروضة او في حالة تغير السعر فإن المستوى التوازني سيتغير حتماً .

من هذا يتضح بأن التوازن الاقتصادي العام يعني الوضع الذي يتم فيه تحقيق التوازن لجميع الوحدات الاقتصادية والمتضمن حتماً مجموع كميات السلع والخدمات التي تم انتاجها والتي تم تبادلها بأسعار تلك السلع والخدمات .