طبيعة الصفحات الداخلية التي تتميز بانقسامها بين الاعلانات ومواد التحرير تجعل من غير اليسير على المخرج أن يطبق هناك أساليب الاخراج المعروفة على الصفحة الأولى . وحتى الأساليب القليلة التي يمكن اقتباسها للصفحات الداخلية تطبق هناك بشكل يختلف عنه في الصفحة الأولى . ويراعى دائما في هذا الصدد ، سواء من حيث اختيار أسلوب الاخراج أو تطبيقه ، الأسلوب الذي خططت على اساسه الصفحة بين الاعلانات ومواد التحرير ، ثم طبيعة الاعلانات نفسها من حيث ثقلها التيبوغرافي .

وأهم أساليب الاخراج التي تتبع في المصفحات الداخلية هي :

أولا : الاخراج المتوازن ويمكن تحقيقه بأكثر من طريقة ومنها :

١- استخدام عناوين متماثلة في رؤوس الاعمدة بالتتابع أي على العمود الأول والثالث والخامس مثلا . ويفصل بين هذه العناوين عناوين أخرى مغايرة لها أو صور أو اطارات . وقد يضطر المخرج احيانا الى الفصل بين العناوين المتماثلة بسطور متن ، ولكن ذلك - كما سبق القول - ينبغي تجنبه بقدر الامكان .

٢- وضع عنوان على المبردين الأولين يوازن عنوانا آخر في الناحية المعادلة . ويمكن ان توضع صورة على ما تبقى من رؤوس الاعمدة .

٣- اذا كان رؤوس الأعمدة الثمانية مطلقة من الاعلانات ، فيمكن التنويع في تحقيق فكرة التوازن ، وذلك بوضع عنوان رئيسي على العمود الأول ، وعنوان مماثل على العمود الثامن ، ثم تتدرج العناوين الأخرى التي بينها في الصغر كلما اتجهت تحو الوسط ، حيث يمكن وضع صورة أو اطار على عمودين .

ويلاحظ ان تحقيق فكرة التوازن يكون في الغالب بالنسبة للجزء العلوي من الصفحة دون سائر جسمها . وذلك لكثرة استخدام الشكل الهرمي في اساليب تخطيط الصفحات الداخلية ، مما يجعل شكل الحيز المتروك لمادة التحرير غير منتظم الاستطالة .

ثانياً : الاخراج المتدرج : يتحقق بوضع عنوان قوي في رأس العمود الأول ، ثم تتدرج العناوين في الصغر في رؤوس الأعمدة التالية . وهذا الأسلوب يفيد في حالة ضيق الحيز المخصص لمادة التحرير ، حيث يضطر المخرج الى استخدام الموضوعات القصيرة ، لأن ذلك يتيح فرصة عرض هذه الموضوعات التي قد لا يوجد لها مكان مناسب في صفحات أخرى . ومن مزايا هذا الأسلوب أنه يقود عين القارئ ، تدريجيا من موضوع هام الى موضوعات اقل اهمية ، بطريقة هادئة جذابة.

ثالثا : الاخراج التركيزي : ان شيوع استخدام الشكل الهرمي في تخطيط الصفحات الداخلية يجعل من الملائم استخدام هذا الأسلوب . وهو يحقق عادة بوضع صورة كبيرة أتقل تيبوغرافيا واكبر حجما من أي عنصر أخر على الصفحة ، في الركن العلوي الأيمن ( المقابل لقاعدة الهرم من أعلى الصفحة ) . ويجاور هذه الصورة عادة عنوان كبار وموضوع تتعلق الصورة به ، ثم توزع العناصر الأخرى فيما تبقى من حيز مادة التحرير بحيث تبرز في حد ذاتها من ناحية ، كما تلفت بصر القارئ  الى الموضوع الرئيسي من ناحية أخرى .