إن المؤمن المتهم بأمر نفسه وتكامله ، حريص على أن تكون حياته خالية من أدنى المشوشات ؛ لأن المبتلى بالمشوشات يعيش حالة من الذهول الدائم ، ويفقد التركيز حتى في أمور الدنيا فضلاً عن الآخر ، فهو في حالة نزاع دائم في داخله مع الطرف المخاصم ، ولو لم يكن أمامه.. ولهذا فإن المؤمن يحاول أن يسيطر على وضعه العائلي حتى لو كانت زوجته مشاكسة ، وذلك بالاحتواء ودفع أذاها بالتعامل الحسن.. فالذي تكون حياته مليئة بالألغام ، عليه أن ينزع فتيلها دائماً وأبداً ، حتى لا يعيش وهو يتوقع أن ينفجر فيه لغم في كل لحظة !.. إننا لا ننكر بأن إتباع السيئة بالحسنة أمر ثقيل على النفس ، ولكن الإنسان قد يتحمّل مرارة الدواء ، رغبة في علاج ما هو أشدّ مرارة وألماً !..