التفسير بالمأثور/المعاد/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
قال علي بن الحسين
عليهما السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من عبد ولا أمة زال عن ولايتنا،
وخالف طريقتنا، وسمى غيرنا بأسمائنا وأسماء خيار أهلنا الذي اختاره الله للقيام
بدينه ودنياه ولقبه بالقائم وهو كذلك يلقبه معتقدا، لا يحمله على ذلك تقية خوف
ولا تدبير مصلحة دين، إلا بعثه الله يوم القيامة ومن كان قد اتخذه من دون الله وليا،
وحشر إليه الشياطين الدين كانوا يغوونه فقال له: يا عبدي أربا معي هؤلاء كنت تعبد
؟ وإياهم كنت تطلب ؟ فمنهم فاطلب ثواب ما كنت تعمل، ولك معهم عقاب أجرامك، ثم يأمر
الله تعالى أن يحشر الشيعة الموالون لمحمد وعلي عليه السلام ممن كان في تقية لا يظهر
ما يعتقده وممن لم يكن عليه تقية، وكان يظهر ما يعتقده فيقول الله تعالى: انظروا
حسنات شيعة محمد وعلي فضاعفوها، قال: فتضاعف حسناتهم أضعافا مضاعفة، ثم يقول الله
تعالى: انظروا ذنوب شيعة محمد وعلي، فينظرون فمنهم من قلت ذنوبه فكانت مغمورة في طاعته،
فهؤلاء السعداء مع الاولياء والاصفياء، ومنهم من كثرت ذنوبه وعظمت، يقول الله
تعالى: قدموا الذين كان لا تقية عليهم من أولياء محمد وعلي، فيقدمون، فيقول الله
تعالى: انظروا حسنات عبادي هؤلاء النصاب الذين أخذوا الانداد من دون
محمد وعلي ومن دون خلفائهم فاجعلوها لهؤلاء المؤمنين، لما كان من اغتيالهم بهم (لهم
خ ل) بوقيعتهم فيهم، وقصدهم إلى أذاهم، فيفعلون ذلك، فتصير حسنات النواصب لشيعتنا
الذين لم تكن عليهم تقية، ثم يقول: انظروا إلى سيئات شيعة محمد وعلي فان بقيت
لهم على هؤلاء النصاب بوقيعتهم فيهم زيادات فاحملوا على اولئك النصاب بقدرها من الذنوب
التي لهؤلاء الشيعة، فيفعل ذلك، ثم يقول عزوجل: ائتوا بالشيعة المتقين لخوف
الاعداء فافعلوا في حسناتهم وسيئاتهم وحسنات هؤلاء النصاب وسيئاتهم ما فعلتم بالأولين،
فيقول النواصب: يا ربنا هؤلاء كانوا معنا في مشاهدنا حاضرين، وبأقاويلنا قائلين،
ولمذاهبنا معتقدين، فيقال: كلا والله يا أيها النصاب ما كانوا لمذاهبكم معتقدين،
بل كانوا بقلوبهم لكم إلى الله مخالفين، وإن كانوا بأقوالكم قائلين، وبأعمالكم
عاملين للتقية منكم معاشر الكافرين، قد أعتددنا لهم بأقاويلهم وأفاعيلهم اعتدادنا
بأقاويل المطيعين وأفاعيل المحسنين، إذ كانوا بأمرنا عاملين، قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: فعند ذلك تعظم حسرات النصاب إذ كانوا رأوا حسناتهم في موازين
شيعتنا أهل البيت، ورأوا سيئات شيعتنا على ظهور معاشر النصاب، فذلك قوله عزوجل:
" كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 189 ]
تاريخ النشر : 2024-05-12