أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/التناسخ/الإمام الصادق (عليه السلام)
هشام بن الحكم أنه سأل الزنديق أبا عبد
الله عليه السلام فقال: أخبرني عمن قال : بتناسخ الارواح من أي
شئ قالوا ذلك ؟ وبأي حجة قاموا على مذاهبهم ؟ قال:
إن أصحاب التناسخ قد خلفوا وراءهم منهاج الدين، وزينوا لأنفسهم الضلالات وأمرجوا
أنفسهم في الشهوات، وزعموا أن السماء خاوية، ما فيها شئ مما يوصف وأن
مدبر هذا العالم في صورة المخلوقين، بحجة من روي: أن الله عزوجل خلق آدم على صورته،
وأنه لا جنة ولا نار، ولا بعث ولا نشور، والقيامة عندهم خروج الروح من قالبه وولوجه
في قالب آخر، إن كان محسنا في القالب الاول اعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلى
درجة الدنيا. وإن كان مسيئا أو غير عارف صار في بعض الدواب المتعبة في الدنيا، أو هوام
مشوهة الخلقة، وليس عليهم صوم ولا صلاة ولا شئ من العبادة أكثر من معرفة
من تجب عليهم معرفته، وكل شئ من شهوات الدنيا مباح لهم من فروج النساء وغير ذلك
من نكاح الاخوات والبنات والخالات وذوات البعولة، وكذلك الميتة والخمر والدم فاستقبح
مقالتهم كل الفرق، ولعنهم كل الامم، فلما سئلوا الحجة زاغوا و حادوا، فكذب
مقالتهم التوراة، ولعنهم الفرقان، وزعموا مع ذلك أن إلههم ينتقل من قالب إلى قالب،
وأن الارواح الازلية هي التي كانت في آدم، ثم هلم جرا تجري إلى يومنا هذا في واحد
بعد آخر فإذا كان الخالق في صورة المخلوق فبما يستدل على أن أحدهما خالق صاحبه ؟ وقالوا:
إن الملائكة من ولد آدم كل من صار في أعلا درجة من دينهم خرج من منزلة الامتحان
والتصفية فهو ملك، فطورا تخالهم نصارى في أشياء، وطورا دهرية يقولون إن الاشياء
على غير الحقيقة فقد كان يجب عليهم أن لا يأكلوا شيئا من اللحمان لان الدواب
عندهم كلها من ولد آدم حولوا في صورهم فلا يجوز أكل لحوم القربات.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 4 / صفحة [ 320 ]
تاريخ النشر : 2023-04-30