التفسير بالمأثور/التوحيد/الإمام الباقر (عليه السلام)
قال الباقر عليه السلام:
الله معناه المعبود الذي أله الخلق عن درك مائيته والاحاطة بكيفيته، ويقول العرب:
أله الرجل: إذا تحير في الشئ فلم يحط به علما، ووله: إذا فزع إلى شئ مما يحذره
ويخافه، فالاله هو المستور عن حواس الخلق.
قال الباقر عليه السلام: الاحد الفرد
المتفرد، والاحد والواحد بمعنى واحد وهو المتفرد
الذي لا نظير له، والتوحيد الاقرار بالوحدة وهو الانفراد، والواحد المتبائن الذي
لا ينبعث من شئ ولا يتحد بشئ، ومن ثم قالوا: إن بناء العدد من الواحد، وليس الواحد
من العدد، لان العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قوله: الله
أحد أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه والاحاطة بكيفيته فرد بإلهيته، متعال
عن صفات خلقه. قال الباقر عليه السلام: وحدثني أبي زين العابدين، عن أبيه الحسين
بن علي عليهم السلام أنه قال: الصمد: الذي لا جوف له. والصمد: الذي قد انتهى سودده.
والصمد: الذي لا يأكل ولا يشرب. والصمد: الذي لا ينام. والصمد: الدائم الذي لم يزل
ولا يزال. قال الباقر عليه السلام: كان محمد بن الحنفية رضي الله عنه يقول: الصمد
القائم بنفسه الغني عن غيره. وقال غيره: الصمد: المتعالي عن الكون والفساد، والصمد:
الذي لا يوصف بالتغاير. قال الباقر عليه السلام: الصمد السيد المطاع الذي ليس
فوقه آمر وناه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 3 / صفحة [ 221 ]
تاريخ النشر : 2024-04-14