التفسير بالمأثور/التقوى والعمل والورع واليقين/الإمام الصادق (عليه السلام)
روي في كتاب قضاء الحقوق وثواب الاعمال
ورجال الكشي بأسانيدهم عن إسحاق بن عمار قال: لما كثر مالي أجلست
على بابي بوابا يرد عني فقراء الشيعة، فخرجت إلى
مكة في تلك السنة فسلمت على أبي عبد الله عليه السلام، فرد علي بوجه قاطب مزور، فقلت
له: جعلت فداك ما الذي غير حالي عندك ؟ قال: تغيرك على المؤمنين، فقلت: جعلت
فداك والله إني لأعلم أنهم على دين الله ولكن خشيت الشهرة على نفسي، فقال: يا إسحاق
أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله بين إبهاميهما مائة رحمة، تسعة
وتسعين لأشدهما حبا، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا لبثا لا يريدان بذلك إلا
وجه الله تعالى قيل لهما: غفر لكما ; فإذا جلسا يتسائلان قالت الحفظة بعضها لبعض:
اعتزلوا بنا عنهما فإن لهما سرا وقد ستره الله عليهما ; قال قلت: جعلت فداك فلا
تسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه وقد قال تعالى: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
" ؟ قال: فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته، وقال:
إن كانت الحفظة لا تسمعه ولا تكتبه فقد سمعه عالم السر وأخفى، يا إسحاق خف الله
كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن شككت أنه يراك فقد كفرت وإن أيقنت أنه
يراك ثم بارزته بالمعصية فقد جعلته أهون الناظرين إليك.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 5 / صفحة [ 323 ]
تاريخ النشر : 2024-04-14