أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/المؤمن/خَلق المؤمنين وقلة عددهم/الإمام الصادق (عليه السلام)
علي بن
محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة، عن
إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم
(عليه السلام) بعث جبرئيل (عليه السلام) في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه
قبضة، بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض
قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر الله عز وجل
كلمته فأمسك القبضة الأولى بيمينه والقبضة الأخرى بشماله، ففلق الطين فلقتين فذرا
من الأرض ذروا (ومن السماوات ذروا فقال للذي بيمينه : منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون
والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامته فوجب لهم ما قال كما قال وقال للذي بشماله:
منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما
قال كما قال، ثم إن الطينتين خلطتا جميعا، وذلك قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ
فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [الأنعام: 95] فالحب طينة المؤمنين التي ألقى الله
عليها محبته والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير وإنما سمي النوى من أجل
أنه نأى عن كل خير وتباعد عنه وقال الله عز وجل :
{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ }
[الأنعام: 95] فالحي: المؤمن الذي تخرج طينته من طينة الكافر والميت الذي يخرج من
الحي: هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي: المؤمن، والميت: الكافر وذلك
قوله عز وجل: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام: 122] فكان موته
اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حياته حين فرق الله عز وجل بينهما بكلمته كذلك
يخرج الله عز وجل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور ويخرج
الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور وذلك قوله عز وجل: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ
حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [يس: 70] .
- علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان عن محمد بن علي
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم
(عليه السلام) أرسل الماء على الطين، ثم قبض قبضة فعركها ثم فرقها فرقتين بيده ثم
ذرأهم فإذا هم يدبون، ثم رفع لهم نارا فأمر أهل الشمال أن يدخلوها فذهبوا إليها
فهابوها فلم يدخلوها ثم أمر أهل اليمين أن يدخلوها فذهبوا فدخلوها فأمر الله عز
وجل النار فكانت عليهم بردا وسلاما، فلما رأى ذلك أهل الشمال قالوا: ربنا أقلنا،
فأقالهم، ثم قال لهم: ادخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم يدخلوها، فأعادهم طينا وخلق
منها آدم (عليه السلام) وقال أبو عبد الله (عليه السلام): فلن يستطيع هؤلاء أن
يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء. قال: فيرون أن رسول الله (صلى الله
عليه وآله) أول من دخل تلك النار فلذلك قوله عز وجل: {قُلْ إِنْ كَانَ
لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81] .
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 5
تاريخ النشر : 2024-04-09