التفسير بالمأثور/الامامة/الإمام الصادق (عليه السلام)
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز
العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا، لهم
أمانة و صدق ووفاء، وأقوام يتولونكم، ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء والصدق؟ قال:
فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالسا فأقبل علي كالغضبان، ثم قال: لا دين
لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل
من الله، قلت:
لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟! قال: نعم لا دين لأولئك ولا عتب على
هؤلاء، ثم قال، ألا تسمع لقول الله عز وجل: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا
يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257] يعني [من] ظلمات
الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله وقال: {وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى
الظُّلُمَاتِ} [البقرة: 257] إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الاسلام فلما أن
تولوا كل إمام جائر ليس من الله عز وجل خرجوا بولايتهم [إياه] من نور الاسلام إلى
ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار من الكفار، ف {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 257] .
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 375 - 376
تاريخ النشر : 2024-04-08