التفسير بالمأثور/الامامة/الإمام الصادق (عليه السلام)
أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس ابن هشام، عن
عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الامام فوض الله
إليه كما فوض إلى سليمان بن داود؟ فقال: نعم. وذلك أن رجلا سأله عن مسألة فأجابه
فيها وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول، ثم سأله آخر فأجابه بغير
جواب الأولين، ثم قال: " هذا عطاؤنا فامنن أو (أعط) بغير حساب " وهكذا
هي في قراءة علي عليه السلام، قال: قلت: أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الامام؟ قال: سبحان الله أما تسمع الله يقول: {إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75] وهم الأئمة {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ
مُقِيمٍ} [الحجر: 76] لا يخرج منها أبدا، ثم قال لي: نعم إن الامام إذا أبصر إلى
الرجل عرفه وعرف لونه وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو، إن الله يقول:
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ
وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22] وهم
العلماء، فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به إلا عرفه، ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم
بالذي يجيبهم.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 438
تاريخ النشر : 2024-04-07