التفسير بالمأثور/الامامة/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو بكر
محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من
كتابة، فال: حدثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الجرمي، قال: حدثنا نصر بن حماد، قال:
حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن
جبرئيل نزل علي وقال: إن الله يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب خطيبا على
أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره، والله
يوحي إليك يا محمد أن من خالفك في أمره دخل النار، ومن أطاعك فله الجنة.
فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) مناديا
فنادى بالصلاة جامعة، فاجتمع الناس وخرج حتى رقي المنبر، وكان أول ما تكلم به:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
ثم قال: أيها الناس، أنا البشير، وأنا
النذير، وأنا النبي الأمي، إني مبلغكم عن الله (عز وجل) في أمر رجل لحمه من لحمي،
ودمه من دمي، وهو عيبة العلم، وهو الذي انتخبه الله من هذه الأمة واصطفاه وهداه
وتولاه، وخلقني له وإياه، وفضلني بالرسالة، وفضله بالتبليغ عني، وجعلني مدينة
العلم وجعله الباب، وجعله خازن العلم والمقتبس منه الاحكام، وخصه بالوصية، وأبان
أمره، وخوف من عداوته، وأزلف من والاه، وغفر لشيعته، وأمر الناس جميعا بطاعته.
وإنه (عز وجل) يقول: من عاداه عاداني، ومن والاه والاني، ومن ناصبه ناصبني، ومن
خالفه خالفني، ومن عصاه عصاني، ومن آذاه آذاني، ومن أبغضه أبغضني، ومن أحبه أحبني،
ومن أرداه أرداني، ومن كاده كادني، ومن نصره نصرني.
يا أيها الناس، اسمعوا ما آمركم به وأطيعوه،
فإني أخوفكم عقاب الله " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من
سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا " ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير
" .
ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب أمير المؤمنين
(عليه السلام) فقال: معاشر الناس، هذا مولى المؤمنين، وحجة الله على خلقه أجمعين،
والمجاهد للكافرين. اللهم إني قد بلغت، وهم عبادك وأنت القادر على صلاحهم فأصلحهم،
برحمتك يا أرحم الراحمين، واستغفر الله لي ولكم.
ثم نزل عن المنبر فأتاه جبرئيل (عليه
السلام)، فقال: يا محمد، إن الله (عز وجل) يقرئك السلام ويقول لك: جزاك الله عن
تبليغك خيرا، قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لامتك، وأرضيت المؤمنين، وأرغمت الكافرين،
يا محمد، إن ابن عمك مبتلى ومبتلى به، يا محمد، قل في كل أوقاتك " الحمد لله
رب العالمين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ".
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 118
تاريخ النشر : 2024-04-07