أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام الكاظم (عليه السلام)
عن إسحاق بن
موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام قال
: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه خطبة بالكوفة فلما كان في آخر كلامه قال :
إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ،
فقام الأشعث بن قيس لعنه الله فقال : يا أمير المؤمنين! لم تخطبنا خطبة منذ قدمت
العراق إلا وقلت : والله إني لأولى الناس بالناس ، وما زلت مظلوما منذ قبض رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم! ولما ولي تيم وعدي ، ألا ضربت بسيفك دون
ظلامتك؟! فقال له أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه : يا ابن الخمارة! قد قلت
قولا فاستمع ، والله ما منعني الجبن ولا كراهية الموت ، ولا منعني ذلك إلا عهد أخي
رسول الله صلى الله عليه وآله ، خبرني وقال : يا أبا الحسن! إن الأمة ستغدر بك
وتنقض عهدي ، وإنك مني بمنزلة هارون من موسى. فقلت : يا رسول الله! فما تعهد إلي
إذا كان كذلك؟ فقال : إن وجدت أعوانا فبادر إليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فكف
يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما. فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله
اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه ، ثم آليت يمينا أني لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمع
القرآن ، ففعلت ، ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين ثم درت على أهل بدر وأهل
السابقة فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصري ، فما أجابني منهم إلا أربعة رهط : سلمان
وعمار والمقداد وأبو ذر ، وذهب من كنت أعتضد بهم على دين الله من أهل بيتي ، وبقيت
بين خفيرتين قريبي العهد بجاهلية : عقيل والعباس.
فقال له الأشعث
: يا أمير المؤمنين! كذلك كان عثمان لما لم يجد أعوانا كف يده حتى قتل مظلوما؟.
فقال أمير
المؤمنين : يا ابن الخمارة! ليس كما قست ، إن عثمان لما جلس جلس في غير مجلسه ،
وارتدى بغير ردائه ، وصارع الحق فصرعه الحق ، والذي بعث محمدا بالحق لو وجدت يوم
بويع أخو تيم أربعين رهطا لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري. ثم أيها الناس! إن
الأشعث لا يزن عند الله جناح بعوضة ، وإنه أقل في دين الله من عفطة عنز..
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 29 / صفحة [ 427 ]
تاريخ النشر : 2025-08-03