أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام علي (عليه السلام)
روي أن أمير
المؤمنين عليه السلام كان جالسا في بعض
مجالسه بعد رجوعه عن النهروان فجرى الكلام حتى قيل : لم لا حاربت أبا بكر وعمر كما
حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟. فقال عليه السلام
: إني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقي ، فقام إليه أشعث بن قيس فقال :
يا أمير المؤمنين! لم لم تضرب بسيفك وتطلب بحقك؟! فقال : يا أشعث! قد قلت قولا
فاسمع الجواب وعه واستشعر الحجة ، إن لي أسوة بستة من الأنبياء صلوات الله عليهم
أجمعين :
أولهم : نوح
عليه السلام حيث قال : ( أَنِّي
مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ) ، فإن قال قائل : إنه قال لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي
أعذر.
وثانيهم : لوط
عليه السلام حيث قال : ( لَوْ أَنَّ لِي
بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ).
فإن قال قائل :
إنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.
وثالثهم :
إبراهيم خليل الله حيث قال : ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ
).
فإن قال قائل :
إنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.
ورابعهم : موسى
عليه السلام حيث قال : ( فَفَرَرْتُ
مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ ).
فإن قال قائل :
إنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.
وخامسهم : أخوه
هارون عليه السلام حيث قال : ( ابْنَ
أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) .
فإن قال قائل :
إنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.
وسادسهم : أخي
محمد سيد البشر صلى الله عليه وآله حيث ذهب إلى الغار ونومني على فراشه ، فإن
قال قائل : إنه ذهب إلى الغار لغير خوف فقد كفر ، وإلا فالوصي أعذر.
فقام إليه الناس
بأجمعهم فقالوا : يا أمير المؤمنين! قد علمنا أن القول قولك ونحن المذنبون
التائبون ، وقد عذرك الله!.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 29 / صفحة [ 425 ]
تاريخ النشر : 2025-08-03