أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/سكرات الموت ونزع الروح/الإمام الصادق (عليه السلام)
أبو القاسم العلوي معنعنا
عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يستكره المؤمن على
خروج نفسه ؟ قال: فقال: لا والله، قال: قلت: وكيف ذاك، قال: إن المؤمن إذا حضرته
الوفاة حضر رسول الله صلى الله عليه واله وأهل بيته: أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب وفاطمة والحسن والحسين وجميع الائمة عليهم الصلاة والسلام، - ولكن أكنوا عن اسم
فاطمة - ويحضره جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلام، قال: فيقول
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: يا رسول الله إنه كان ممن يحبينا ويتولانا
فأحبه، قال فيقول رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل إنه ممن كان يحب
عليا وذريته فأحبه، وقال جبرئيل لميكائيل وإسرافيل عليهم السلام مثل ذلك، ثم يقولون
جميعا لملك الموت: إنه ممن كان يحب محمدا وآله ويتولى عليا وذريته فارفق به قال
فيقول ملك الموت: والذي اختاركم وكرمكم واصطفى محمدا صلى الله عليه واله بالنبوة،
وخصه بالرسالة لانا أرفق به من والد رفيق، وأشفق عليه من أخ شفيق، ثم قام إليه ملك
الموت فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك ؟ أخذت رهان أمانك ؟ فيقول: نعم، فيقول
الملك: فبماذا ؟ فيقول: بحبي محمدا وآله، وبولايتي علي بن أبي طالب وذريته، فيقول:
أما ما كنت تحذر فقد آمنك الله منه، وأما ما كنت ترحو فقد أتاك الله به، افتح
عينيك فانظر إلى ما عندك، قال: فيفتح عينيه فينظر إليهم واحدا واحدا، ويفتح له باب
إلى الجنة فينظر إليها، فيقول له: هذا ما أعد الله لك، وهؤلاء رفقاؤك، أفتحب اللحاق
بهم أو الرجوع إلى الدنيا ؟ قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما رأيت شخوصه
ورفع حاجبيه إلى فوق من قوله: لا حاجة لي إلى الدنيا ولا الرجوع إليها ؟ ويناديه
مناد من بطنان العرش يسمعه ويسمع من بحضرته: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد
ووصية والائمة من بعده ارجعي إلى ربك راضية بالولاية، مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي
مع محمد وأهل بيته وادخلي جنتي غير مشوبة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 162 ]
تاريخ النشر : 2024-04-03