أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/حكمة الموت وحقيقته وعلامات الكبر/الإمام الصادق (عليه السلام)
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما
صار الانسان يأكل ويشرب بالنار، ويبصر ويعمل بالنور، ويسمع ويشم بالريح، ويجد الطعام
والشراب بالماء، ويتحرك بالروح - وساق الحديث إلى أن قال -: فهكذا الانسان خلق
من شأن الدنيا وشأن الآخرة، فإذا جمع الله بينهما صارت حياته في الارض لأنه نزل من شأن
السماء إلى الدنيا، فإذا فرق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت، ترد شأن الاخرى
إلى السماء، فالحياة في الارض، والموت في السماء، وذلك أنه يفرق بين الأرواح والجسد،
فردت الروح والنور إلى القدس الاولى، وترك الجسد لأنه من شأن الدنيا، وإنما
فسد الجسد في الدنيا لان الريح تنشف الماء فييبس فيبقى الطين فيصير رفاتا ويبلى،
ويرجع كل إلى جوهره الاول، وتحركت الروح بالنفس
حركتها من الريح، فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيد بالعقل، وما كان من
نفس الكافر فهو نار مؤيد بالنكر، فهذه صورة
نار، وهذه صورة نور، والموت رحمة من الله لعباده المؤمنين، ونقمة على الكافرين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 117 ]
تاريخ النشر : 2024-04-03