أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/التمسك بأهل البيت والتسليم لهم وإحياء امرهم/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أبو المفضل
الشيباني ، عن موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، عن محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي ، عن محمد بن حماد بن ماهان الدباغ ، عن عيسى بن إبراهيم ، عن
الحارث بن نبهان ، عن عيسى بن يقظان ، عن أبي سعيد ، عن مكحول عن واثلة بن الاسقع
، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال دخل جندل بن جنادة اليهودي من خيبر على رسول
الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عند الله
، وعما لا يعلمه الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ما ليس لله
فليس لله شريك ، وأما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد ، وأما ما لا
يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود : عزير بن الله والله لا يعلم أن له ولدا ،
فقال جندل : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا.
ثم قال : يا
رسول الله إني رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي : يا
جندل أسلم على يد محمد واستمسك بالأوصياء من بعده : فقد أسلمت ورزقني الله ذلك ،
فأخبرني ما الاوصياء بعدك لا تمسك بهم؟ فقال : يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء
بني إسرائيل ، فقال : يارسول الله إنهم كانوا اثني عشر ، هكذا وجدنا في التوراة قال
: نعم الائمة بعدي اثنا عشر ، فقال : يارسول الله كلهم في زمن واحد؟ قال : لا ولكن
خلف بعد خلف ، فإنك لن تدرك منهم إلا تدرك منهم إلا ثلاثة ، قال : فسمهم لي يارسول
الله : قال : نعم إنك تدرك سيد الاوصياء ووارث الانبياء وأبا الائمة علي بن أبي
طالب بعدي ، ثم ابنه الحسن ، ثم الحسين ، فاستمسك بهم من بعدي ولا يغرنك جهل
الجاهلين ، فإذا كانت وقت ولادة ابنه علي بن الحسين سيد العابدين يقضي الله عليك ،
ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن.
فقال : يارسول
الله هكذا وجدت في التوراة « إليا يقطوا شبرا وشبيرا » فلم أعرف أساميهم ، فكم بعد
الحسين من الاوصياء وما أساميهم؟ فقال : تسعة من طلب الحسين والمهدي منهم ، فإذا
انقضت مدة الحسين قام بالأمر بعده علي ابنه ويلقب بزين العابدين فإذا انقضت مدة
علي قام بالأمر بعده ابنه يدعى بالباقر ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده
جعفر ويدعى بالصادق ، فإذا انقضت مدة جعفر قام بالأمر بعده موسى ويدعى بالكاظم ، ثم إذا انتهت
مدة موسى قام بالأمر بعده ابنه علي ويدعى بالرضا ، فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر
بعده ابنه محمد يدعى بالزكي ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده علي ابنه ويدعى
بالنقي ، فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده الحسن ابنه يدعى بالأمين ثم يغيب
عنهم إمامهم ، قال يارسول الله هو الحسن يغيب عنهم؟ قال : لا ولكن ابنه الحجة ، قال
: يا رسول الله فما؟ قال : لا يسمى حتى يظهره الله.
قال جندل :
يارسول الله قد وجدنا ذكر كم في التوراة ، وقد بشرنا موسى بن عمران بك وبالأوصياء
بعدك من ذريتك ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله « وعد الله الذين آمنوا
منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم
الذي ارتضى لهم وليبد لنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا » فقال
جندل : يا رسول الله فما خوفهم؟ قال : يا جندل في زمن كل واحد منهم جبار يعتريه
ويؤذيه ، فإذا عجل الله خروج قائمنا يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
ثم قال صلى الله
عليه وآله : طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمقيمين على محجتهم ، اولئك وصفهم
الله في كتابه وقال : « الذين يؤمنون بالغيب » وقال : « اولئك حزب الله ألا إن حزب
الله هم المفلحون ».
قال ابن الاسقع
: ثم عاش جندل بن جنادة إلى أيام الحسين بن علي عليه السلام ، ثم خرج إلى الطائف
، فحدثني نعيم بن أبي قيس قال : دخلت عليه بالطائف وهو عليل ، ثم إنه دعا بشربة من
لبن فشربه وقال : هكذا عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله ، أنه يكون آخر
زادي من الدنيا شربة من لبن ، ثم مات ودفن بالطائف في الموضع المعروف بالكوراء.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 459 ]
تاريخ النشر : 2025-12-27