أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
عن الشيخ المفيد
يرفعه إلى أنس بن مالك قال : كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم
عند رسول الله (ص) إذ دخل الحسن والحسين عليهما السلام ، فقبلهما رسول الله صلى الله
عليه وآله وقام أبو ذر فانكب عليهما وقبل أيديهما ، ثم رجع فقعد معنا ، فقلنا له سرا
: يا أبا ذر أنت رجل شيخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وتقوم إلى
صبيين من بني هاشم فتنكب عليهما وتقبل أيديهما؟! فقال : نعم لو سمعتم ما سمعت
فيهما من رسول الله صلى الله عليه وآله لفعلتم بهما أكثر مما فعلت ، فقلنا :
وماذا سمعت فيهما من رسول الله يا أبا ذر؟ قال : سمعته يقول لعلي عليه السلام
ولهما يا علي والله لو أن رجلا صام وصلى حتى يصير كالشن البالي إذا ما تنفعه صلاته
ولا صومه إلا بحبك ، يا علي من توسل إلى الله بحبكم فحق على الله أن لا يرده ، يا
علي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى.
قال : ثم قام
أبو ذر وخرج وتقدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقلنا : يا رسول الله
أخبرنا أبو ذر عنك بكيت وكيت ، فقال : صدق أبو ذر ، والله ما أظلت الخضراء ولا
أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، ثم قال صلى الله عليه وآله : خلقني
الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ، ثم
نقلنا من صلبه إلى أصلاب الطاهرين وإلى أرحام المطهرات ، قلت : يارسول الله فأين
كنتم؟ وعلى أي مثال كنتم قال : كنا أشباحا من نور تحت العرش ، نسبح الله ونقدسه
ونمجده.
ثم قال صلى الله
عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودعني جبرئيل عليه والسلام
قلت : يا جبرئيل حبيبي أفي هذا المكان تفارقني؟ فقال : إني لا أجوزه فتحترق أجنحتي
ثم زخ بي في النور ما شاء الله ، وأوحى الله إلي يا محمد إني اطلعت إلى الارض
اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا ، ثم اطلعت اطلاعة فاخترت منها عليا وجعلته وصيك ووارث
علمك والامام بعدك ، واخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والائمة المعصومين خزان
علمي ، فلولاكم ما خلقت الدنيا والآخرة ولا الجنة ولا النار ، يا محمد أتحب أن
تراهم؟ قلت : نعم يا رب ، فنوديت : يا محمد ارفع رأسك ، فإذا أنا بأنوار علي
والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن
موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ومحمد بن الحسن الحجة يتلألأ من
بينهم كأنه كوكب دري فقلت : يا رب من هذا ، قال : يا محمد هم الائمة من بعدك
المطهرون من صلبك ، وهذا الحجة الذي يملا الارض قسطا وعدلا ، ويشفي صدور قوم
مؤمنين ، قلنا : بآبائنا وامهاتنا يارسول الله لقد قلت عجبا! فقال عليه السلام : وأعجب
من هذا قوم يسمعون هذا الكلام ثم يرجعون إلى أعقابهم بعد إذ هداهم الله!
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 455 ]
تاريخ النشر : 2025-12-27