أخبرنا محمد بن
محمد، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي، قال: حدثنا محمد بن أحمد البزاز
الفلسطيني، قال: حدثنا أحمد بن الصلت الحماني، قال: حدثنا صالح بن أبي النجم، قال:
حدثنا الهيثم بن عدي، عن عبد الله بن اليسع، عن الشعبي، عن صعصعة بن صوحان العبدي
(رحمه الله)، قال: دخلت على عثمان بن عفان في نفر من المصريين، فقال عثمان: قدموا
رجلا منكم يكلمني، فقدموني فقال عثمان: هذا، وكأنه استحدثني. فقلت له: إن العلم لو
كان بالسن لم يكن لي ولا لك فيه سهم ولكنه بالتعلم.
فقال عثمان:
هات. فقلت: " بسم الله الرحمن الرحيم * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا
الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور "
فقال عثمان: فينا نزلت هذه الآية؟ فقلت له: فمر بالمعروف، وأنه عن المنكر.
فقال عثمان: دع
هذا وهات ما معك. فقلت له: " بسم الله الرحمن الرحيم * الذين أخرجوا
من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله " إلى آخر الآية، فقال عثمان:
وهذه أيضا نزلت فينا. فقلت له: فأعطنا بما أخذت من الله.
فقال عثمان: يا
أيها الناس، عليكم بالسمع والطاعة، فإن يد الله على الجماعة، وان الشيطان مع الفذ
، فلا تستمعوا إلى قول هذا، وان هذا لا يدري من الله ولا أين الله.
فقلت له: أما
قولك: عليكم بالسمع والطاعة، فإنك تريد منا أن نقول غدا: ربنا إنا أطعنا سادتنا
وكبراءنا فأضلونا السبيلا، وأما قولك: أنا لا أدري من الله، فإن الله ربنا ورب
ابائنا الأولين، وأما قولك: إني لا أدري أين الله، فإن الله (تعالى) بالمرصاد.
قال:
فغضب وأمر
بصرفنا وغلق الأبواب دوننا.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 236
تاريخ النشر : 2024-03-22