أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/المعاد/الحساب والحشر وكيفيته/الإمام علي (عليه السلام)
قال أمير المؤمنين عليه السلام : حتى إذا
بلغ الكتاب أجله، والامر مقاديره، والحق آخر الخلق بأوله، وجاء من أمر الله ما يريده
من تجديد خلقه، أماد السماء وفطرها، وأرج الارض وأرجفها، وقلع جبالها ونسفها،
ودك بعضها بعضا من هيبة جلالته، ومخوف سطوته، وأخرج من فيها فجددهم بعد إخلاقهم،
وجمعهم بعد تفرقيهم، ثم ميزهم لما يريد من مساءلتهم عن خفايا الاعمال، وخبايا
الافعال: وجعلهم فريقين: أنعم على هؤلاء، وانتقم من هؤلاء، فأما أهل الطاعة فأثابهم
بجواره، وخلدهم في داره، حيث لا يظعن النزال، ولا تتغير بهم الحال، ولا تنوبهم
الافزاع، ولا تنالهم الاسقام، ولا تعرض لهم الاخطار، ولا تشخصهم الاسفار، وأما
أهل المعصية فأنزلهم شر دار، وغل الايدي إلى الاعناق، وقرن النواصي بالأقدام، وألبسهم
سرابيل القطران، ومقطعات النيران في عذاب قد اشتد حره، وباب قد أطبق على أهله
في نار لها كلب وجلب (لجب خ ل)، ولهب ساطع، وقصيف هائل، لا يظعن مقيمها، ولا يفادى
أسيرها، ولا تفصم كبولها، لا مدة للدار فتفنى، ولا أجل قوم فيقضي.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 7 / صفحة [ 114 ]
تاريخ النشر : 2024-03-18