أحاديث وروايات حول القرآن الكريم/فضل القرآن الكريم/الإمام علي (عليه السلام)
محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس إن الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول صلى الله عليه وآله
وأنزل إليه الكتاب بالحق وأنتم أميون عن الكتاب ومن أنزله، وعن الرسول ومن أرسله،
على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم ، وانبساط من الجهل، واعتراض من
الفتنة، وانتقاض من المبرم ، وعمى عن الحق، و اعتساف من الجور ، وامتحاق من الدين،
وتلظ [ي] من الحروب ، على حين اصفرار من رياض جنات الدنيا، ويبس من أغصانها،
وانتثار من وقها، ويأس من ثمرها ، واغورار من مائها قد درست أعلام الهدى، فظهرت
أعلام الردى، فالدنيا متهجمة .
في وجوه أهلها مكفهرة ، مدبرة غير مقبلة، ثمرتها الفتنة، وطعامها الجيفة، و
شعارها الخوف، ودثارها السيف، مزقتم كل ممزق وقد أعمت عيون أهلها، وأظلمت عليها
أيامها، قد قطعوا أرحامهم، وسفكوا دمائهم، ودفنوا في التراب الموؤودة بينهم من
أولادهم، يجتاز دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا ، لا يرجون من الله ثوابا ولا
يخافون والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس وميتهم في النار مبلس ، فجاء هم بنسخة ما
في الصحف الأولى ، وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام.
ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم ، أخبركم عنه، إن فيه علم ما مضى، وعلم
ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو
سألتموني عنه لعلمتكم.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 60 - 61
تاريخ النشر : 2024-03-15