أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العلم والعلماء/فضل العلم واهميته/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو عبد الله
جعفر ابن محمد بن جعفر بن الحسن الحسني (رضي الله عنه) في رجب سنة سبع وثلاث مائة،
قال: حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
(عليهم السلام)، قال: حدثني الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه
جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: سمعت رسول الله (صلى الله
عليه وآله) يقول: طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم في مظانه، واقتبسوه
من أهله، فإن تعلمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة فيه تسبيح، والعمل به جهاد،
وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله (تعالي)، لأنه معالم الحلال
والحرام، ومنار سبل الجنة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدث
في الخلوة، والدليل في السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء.
يرفع إليه أقواما فيجعلهم في الخير قادة،
تقتبس آثارهم، ويهتدى بفعالهم، وينتهى إلي آرائهم، ترغب الملائكة في خلتهم،
وبأجنحتها تمسهم، وفي صلاتها تبارك عليهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان
البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه.
إن العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء
الابصار من الظلمة، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس
الأبرار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، الذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته
بالقيام، به يطاع الرب ويعبد، وبه توصل الأرحام، ويعرف الحلال من الحرام، العلم
إمام العمل والعمل تابعه، يلهم به السعداء ويحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله
منه حظه.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 487
تاريخ النشر : 2024-03-02