أحاديث وروايات حول الدعاء/أدعية موجزة للدنيا والاخرة/الإمام الصادق (عليه السلام)
علي
بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن عبدالرحمن بن سيابة
قال: أعطاني أبوعبد الله عليه السلام هذا الدعاء: " الحمد لله ولي الحمد
وأهله ومنتهاه ومحله، أخلص من وحده واهتدى من عبده وفاز من أطاعه وأمن المعتصم به،
اللهم يا ذا الجود والمجد والثناء الجميل والحمد، أسالك مسألة من خضع لك برقبته
ورغم لك أنفه وعفر لك وجهه وذلل لك نفسه وفاضت من خوفك دموعه وترددت عبرته واعترف لك
بذنوبه وفضحته عندك خطيئته وشانته عندك جريرته وضعفت عند ذلك قوته وقلت حيلته
وانقطعت عنه أسباب خدائعه واضمحل عنه كل باطل وألجأته ذنوبه إلى ذل مقامه بين يديك
وخضوعه لديك وابتهاله إليك، أسالك اللهم سؤال من هو بمنزلته ارغب إليك كرغبته
وأتضرع إليك كتضرعه وأبتهل إليك كأشد ابتهاله، اللهم فارحم استكانة منطقي وذل
مقامي ومجلسي و خضوعي إليك برقبتي، أسألك اللهم الهدى من الضلالة والبصيرة من
العمى والرشد من الغواية وأسألك اللهم أكثر الحمد عند الرخاء وأجمل الصبر عند
المصيبة وأفضل الشكر عند موضع الشكر والتسليم عند الشبهات وأسألك القوة في طاعتك
والضعف عن معصيتك والهرب إليك منك والتقرب إليك رب لترضى والتحري لكل ما يرضيك عني
في إسخاط خلقك التماسا لرضاك، رب من أرجوه إن لم ترحمني أو من يعود علي إن أقصيتني
أو من ينفعني عفوه إن عاقبتني أو من آمل عطاياه إن حرمتني أو من يملك كرامتي إن
أهنتني أو من يضرني هوانه إن أكرمتني، رب ما أسوء فعلي وأقبح عملي وأقسى قلبي
وأطول أملي وأقصر أجلي وأجرأني على عصيان من خلقني، رب وما أحسن بلاء ك عندي واظهر
نعماء ك علي كثرت علي منك النعم فما أحصيها وقل مني الشكر فيما أو ليتنيه فبطرت
بالنعم وتعرضت للنقم وسهوت عن الذكر و ركبت الجهل بعد العلم وجزت من العدل إلى
الظلم وجاوزت البر إلى الاثم وصرت إلى الهرب من الخوف والحزن فما أصغر حسناتي
وأقلها في كثرة ذنوبي وما أكثر ذنوبي وأعظمها على قدر صغر خلقي وضعف ركني، رب وما
أطول أملي في قصر أجلي وأقصر أجلي في بعد أملي وما أقبح سريرتي وعلانيتي، رب لا
حجة لي إن احتججت ولا عذر لي، إن اعتذرت ولا شكر عندي إن ابتليت وأوليت إن لم تعني
على شكر ما أوليت، رب ما أخف ميزاني غدا إن لم ترجحه وأزل لساني إن لم تثبته واسود
وجهي إن لم تبيضه، رب كيف لي بذنوبي التي سلفت مني قد هدت لها أركاني، رب كيف أطلب
شهوات الدنيا وأبكي على خيبتي فيها ولا أبكي وتشتد حسراتي على عصياني و تفريطي، رب
دعتني دواعي الدنيا فأجبتها سريعا وركنت إليها طائعا ودعتني دواعي الآخرة فتثبطت
عنها وأبطأت في الاجابة والمسارعة إليها كما سارعت إلى دواعي الدنيا وحطامها الهامد
وهشيمها البائد وسرابها الذاهب ، رب خوفتني و شوقتني واحتججت علي برقي وكفلت لي
برزقي فآمنت [من] خوفك وتثبطت عن تشويقك ولم أتكل على ضمانك وتهاونت باحتجاجك،
اللهم فاجعل أمني منك في هذه الدنيا خوفا وحول تثبطي شوقا وتهاوني بحجتك فرقا منك
ثم رضني بما قسمت لي من رزقك يا كريم [يا كريم]، أسألك باسمك العظيم رضاك عند
السخطة والفرجة عند الكربة والنور عند الظلمة والبصيرة عند تشبه الفتنة، رب اجعل
جنتي من خطاياي حصينة ودرجاتي في الجنان رفيعة وأعمالي كلها متقبلة وحسناتي مضاعفة
زاكية وأعوذ بك من الفتن كلها ما ظهر منها
وما بطن ومن رفيع المطعم والمشرب ومن شر ما أعلم ومن شرما لا أعلم وأعوذ بك من أن أشتري الجهل بالعلم والجفاء بالحلم والجور
بالعدل والقطيعة بالبر والجزع بالصبر
والهدى بالضلالة والكفر بالإيمان ".
ابن
محبوب، عن جميل بن صالح أنه ذكر أيضا مثله وذكر أنه دعاء علي بن الحسين صلوات الله
عليهما وزاد في آخره " آمين رب العالمين ".
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 590
تاريخ النشر : 2024-03-02