أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
قوله تعالى : «
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب » الآية تأويله حديث لطيف وخبر طريف ، وهو ما نقله
ابن شهر آشوب في كتابه مرفوعا عن رجاله عن ابن عباس أنه قال : أهدى رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله ناقتين عظيمتين سمينتين ، فقال للصحابة : هل فيكم أحد
يصلي ركعتين بوضوئهما وقيامهما وركوعهما وسجودهما وخشوعهما ولم يهتم فيهما بشيء من
امور الدنيا ، ولا يحدث قلبه بفكر الدنيا اهدي إليه إحدى هاتين الناقتين ، فقالها
مرة ومرتين وثلاثا فلم يجبه أحد من أصحابه ، فقام إليه أمير المؤمنين فقال : أنا
يا رسول الله اصلي الركعتين اكبر التكبيرة الاولى إلى أن اسلم منها لا احدث نفسي
بشي من امور الدنيا، فقال : صل يا علي صلى الله عليك ، قال : فكبر أمير المؤمنين عليه
السلام ودخل في الصلاة ، فلما سلم من الركعتين هبط جبرئيل عليه السلام على النبي
صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك : أعطه إحدى
الناقتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا شارطته إن يصلي ركعتين لا
يحدث فيهما نفسه بشيء من امور الدنيا أن اعطيه إحدى الناقتين ، وإنه جلس في التشهد
فتفكر في نفسه أيهما يأخذ! ، فقال جبرئيل : يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول لك
، تفكر أيهما يأخذ أسمنهما فينحرها فيتصدق بها لوجه الله تعالى ، فكان تفكره لله
تعالى لا لنفسه ولا للدنيا ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وأعطاه كلتيهما
، فنحرهما وتصدق بهما ، فانزل الله تعالى فيه هذه الآية ، يعني به أمير المؤمنين
عليه السلام أنه خاطب نفسه في صلاته لله تعالى ، لم يتفكر فيهما بشئ من أمور الدنيا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 239 ]
تاريخ النشر : 2025-12-16