أحاديث وروايات حول الدعاء/الدعاء للهم والحزن والخوف/الإمام الكاظم (عليه السلام)
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله
الغضائري، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، قال:
أخبرني أبي علي بن الحسين ابن بابويه (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن موسى بن
المتوكل (رحمه الله)، قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن
علي بن يقطين، قال: وقع الخبر إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) وعنده جماعة من أهل
بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره. فقال لأهل بيته: ما تشيرون؟ قالوا نرى
أن تتباعد عن هذا الرجل، وأن تغيب شخصك عنه، فإنه لا يؤمن شره، فتبسم أبو الحسن
(عليه السلام) ثم قال: زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب ثم رفع يده
(عليه السلام) وقال: (إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي شبا حده، وداف لي
قواتل سمومه، ولم تنم عني عين حراسته، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن
ملمات الجوائح، صرفت ذلك عني بحولك وقوتك، لا بحولي ولا بقوتي، وألقيته في الحفير
الذي احتفر لي خائبا مما أمله في دنياه، متباعدا مما رجاه في آخرته، فلك الحمد على
ذلك قدر استحقاقك، سيدي إلهي، فخذه بعزتك وافلل حده عني بقدرتك، واجعل له شغلا
فيما يليه وعجزا عما يناويه، إلهي فأعذني من عدوي حاضرة تكون من غيظي شفاء، ومن
حنقي عليه وقاء، وصل اللهم دعائي بالإجابة، وانظر شكايتي بالتغيير، وعرفه عما قليل
ما وعدت الظالمين، وعرفني ما وعدت من إجابة المضطرين، إنك ذو الفضل والمن الكريم).
قال: ثم تفرق القوم، فما اجتمعوا إلا
لقراءة الكتب الواردة بموت موسى بن المهدي.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 421
تاريخ النشر : 2024-02-27