أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العدل/الجبر والتفويض/الإمام الصادق (عليه السلام)
سألت العالم
عليه السلام: أجبر الله العباد على المعاصي ؟ فقال: الله أعدل من ذلك ; فقلت له:
فمفوض إليهم ؟ فقال: هو أعز من ذلك، فقلت له: فصف لنا المنزلة بين المنزلتين، فقال:
الجبر هو الكره، فالله تبارك وتعالى لم يكره على معصيته، وإنما الجبر أن يجبر الرجل
على ما يكره وعلى ما لا يشتهي، كالرجل يغلب على أن يضرب أو يقطع يده، أو يؤخذ ماله،
أو يغصب على حرمته، أو من كانت له قوة ومنعة فقهر، فأما من أتى إلى أمر طائعا محبا
له يعطى عليه ما له لينال شهوته فليس ذلك بجبر، إنما الجبر من اكرهه عليه، أو اغضب
حتى فعل ما لا يريد ولا يشتهيه، و ذلك أن الله تبارك وتعالى لم يجعل لهم هوى ولا
شهوة ولا محبة ولا مشية إلا فيما علم أنه كان منهم، وإنما يجرون في علمه وقضائه وقدره
على الذي في علمه وكتابه السابق فيهم قبل خلقهم، والذي علم أنه غير كائن منهم هو الذي
لم يجعل لهم فيه شهوة ولا إرادة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 5 / صفحة [ 54 ]
تاريخ النشر : 2023-04-17