أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العلم والعلماء/آداب طلب العلم وآفاته/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
عن النبي (صلى الله عليه
وآله): أن موسى (عليه السلام) لقى الخضر (عليه السلام) فقال: أوصني، فقال الخضر:
يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك
إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك ؟ واعرف الدنيا وانبذها
وراءك، فإنها ليست لك بدار، ولا لك فيها محل قرار، وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا
منها للمعاد، يا موسى وطن نفسك على الصبر تلقي الحلم، واشعر قلبك بالتقوى
تنل العلم، ورض نفسك على الصبر تخلص من الاثم. يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده
فإنما العلم لمن تفرغ له، ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا إن كثرة المنطق
تشين العلماء، وتبدي مساوي السخفاء ولكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد،
وأعرض عن الجهال، واحلم عن السفهاء فإن ذلك فضل الحلماء وزين العلماء، وإذا
شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما، وجانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أكثر.
يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه،
يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي فيها رغبته كيف يكون عابدا
؟ ومن يحقر حاله ويتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهدا ؟ يا موسى تعلم ما تعلم
لتعمل به ولا تعلم لتحدث به فيكون عليك بوره، ويكون على غيرك نوره.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 1 / صفحة [ 226 ]
تاريخ النشر : 2024-02-15