أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الجنة والنار/جنة الدنيا ونارها/الإمام الصادق (عليه السلام)
كتاب زيد النرسي:
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا كان يوم الجمعة ويوما العيدين
أمر الله رضوان خازن الجنان أن ينادي في أرواح المؤمنين وهم في عرصات الجنان:
إن الله قد أذن لكم الجمعة بالزيارة إلى أهاليكم وأحبائكم من أهل الدنيا، ثم يأمر
الله رضوان أن يأتي لكل روح بناقة من نوق الجنة عليها قبة من زبرجد خضراء غشاؤها
من ياقوتة رطبة صفراء، على النوق جلال وبراقع من سندس الجنان وإستبرقها، فيركبون
تلك النوق، عليهم حلل الجنة، متوجون بتيجان الدر الرطب تضئ كما تضئ الكواكب الدرية
في جو السماء من قرب الناظر إليها لا من البعد، فيجتمعون في العرصة، ثم يأمر الله
جبرئيل من أهل السماوات أن تستقبلوهم فتستقبلهم ملائكة كل سماء وتشيعهم ملائكة كل سماء
إلى السماء الاخرى فينزلون بوادي السلام وهو واد بظهر الكوفة، ثم يتفرقون في البلدان
والامصار حتى يزوروا أهاليهم الذين كانوا معهم في دار الدنيا، ومعهم ملائكة
تصرفون وجوههم عما يكرهون النظر إليه إلى ما يحبون، ويزورون حفر الابدان حتى
ما إذا صلى الناس وراح أهل الدنيا إلى منازلهم من مصلاهم نادى فيهم جبرئيل بالرحيل
إلى غرفات الجنان فيرحلون، قال: فبكى رجل في المجلس فقال: جعلت فداك هذا للمؤمن
فما حال الكافر ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: أبدان ملعونة تحت
الثرى في بقاع النار، وأرواح خبيثة مسكونة بوادي
برهوت من بئر الكبريت في مركبات الخبيثات الملعونات، يؤدي ذلك الفزع والاهوال إلى الابدان
الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار، فهي بمنزلة النائم إذا
رأى الاهوال، فلا تزال تلك الابدان فزعة زعرة، وتلك الارواح معذبة بأنواع العذاب
في أنواع المركبات المسخوطات الملعونات المصفوفات مسجونات فيها لا ترى روحا
ولا راحة إلى مبعث قائمنا، فيحشرها الله من تلك المركبات فترد في الابدان، وذلك
عند النشرات فتضرب أعناقهم، ثم تصير إلى النار أبد الآبدين ودهر الداهرين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 292
تاريخ النشر : 2024-01-03