أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التوحيد/التجسيم والتشبيه والرؤية/الإمام علي عليه السلام
روي أن بعض أحبار اليهود جاء إلى أبي بكر
فقال له: أنت خليفة رسول الله على الامة ؟ فقال: نعم، فقال: إنا نجد في التورية أن
خلفاء الانبياء أعلم اممهم، فخبرني عن الله أين هو ؟ في السماء هو أم في الارض ؟
فقال له أبو بكر: في السماء على العرش، قال اليهودي: فأرى الارض خالية منه، فأراه
على هذا القول في مكان دون مكان ! فقال له أبو بكر: هذا كلام الزنادقة، اعزب عني
وإلا قتلتك، فولى الرجل متعجبا يستهزئ بالاسلام، فاستقبله أمير المؤمنين عليه
السلام فقال له: يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه وما اجبت به وإنا نقول: إن الله عز وجل
أين الاين فلا أين له، وجل من أن يحويه مكان، وهو في كل مكان بغير مماسة ولا
مجاورة، يحيط علما بما فيها، ولا يخلو شئ من تدبيره تعالى، وإني مخبرك بما جاء في
كتاب من كتبكم، يصدق بما ذكرته لك فإن عرفته أتؤمن به ؟ قال اليهودي: نعم، قال:
ألستم تجدون في بعض كتبكم أن موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا. إذ جاءه ملك من
المشرق فقال له: من أين جئت ؟ قال: من عند الله عز وجل، ثم جاءه ملك من المغرب
فقال له: من أين جئت ؟ قال: من عند الله عز وجل، ثم جاءه ملك آخر، فقال له: من أين
جئت ؟ قال: قد جئتك من السماء السابعة من عند الله عز وجل، وجاءه ملك آخر فقال: من
أين جئت ؟ قال: قد جئتك من الارض السابعة السفلى من عند الله عز وجل، فقال موسى
عليه السلام: سبحان من لا يخلو منه مكان ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان، فقال
اليهودي: أشهد أن هذا هو الحق المبين، وأنك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 3 / صفحة [ 309]
تاريخ النشر : 2023-12-03