أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التوحيد/التجسيم والتشبيه والرؤية/الإمام الرضا عليه السلام
الدقاق، عن الكليني، عن أحمد بن إدريس،
عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى قال: سألني
أبو قرة المحدث أن أدخله إلي أبى الحسن الرضا
عليه السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه، فسأله عن الحلال والحرام والاحكام
حتي بلغ سؤاله التوحيد، فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله عزوجل قسم الرؤية والكلام
بين اثنين، فقسم لموسى عليه السلام الكلام ولمحمد صلى الله عليه واله الرؤية،
فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن المبلغ عن الله عزوجل إلى الثقلين الجن والانس:
لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار، ولا يحيطون به علما، وليس كمثله شيء أليس
محمد صلى الله عليه واله ؟ قال: بلى، قال: فكيف يجيئ رجل إلي الخلق جميعا فيخبرهم
أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله ويقول: لا تدركه الابصار
وهو يدرك الابصار، ولا يحيطون به علما، وليس كمثله شئ، ثم يقول: أنا رأيته بعيني،
وأحطت به علما، وهو على صورة البشر ! أما يستحيون ؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه
بهذا أن يكون يأتي عن الله بشئ، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر. قال أبو قرة: فإنه
يقول: " ولقد رآه نزلة اخري " فقال أبو الحسن عليه السلام: إن بعد هذه الآية ما يدل
على ما رأى حيث قال: { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } [النجم: 11] يقول: ما كذب
فؤاد محمد صلى الله عليه واله ما رأت عيناه، ثم أخبر بما
رأى فقال: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } [النجم: 18] فآيات الله
غير الله، وقد قال: ولا يحيطون به علما، فإذا رأته الابصار فقد أحاطت به العلم،
ووقعت المعرفة. فقال أبو قرة فتكذب الروايات ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام:
إذا كانت الروايات مخالفه للقرآن كذبت بها، وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحيط
به علم ولا تدركه الابصار وليس كمثله شئ.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 4 / صفحة [ 34 ]
تاريخ النشر : 2023-11-29