أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التوحيد/اثبات وجود الله تعالى ووحدانيته/الإمام الصادق عليه السلام
علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن عباس بن عمرو الفقيمي عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي
أتى أبا عبد الله عليه السلام وكان من قول أبي عبد الله عليه السلام: لا يخلو قولك
: إنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا، فإن كانا قويين فلم لا
يدفع كل واحد منهما صاحبه ويتفرد بالتدبير وإن زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعيف ثبت
أنه واحد كما نقول، للعجز الظاهر في الثاني، فإن قلت: إنهما اثنان، لم يخل من أن
يكونا متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة فلما رأينا الخلق منتظما، والفلك
جاريا، والتدبير واحدا والليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الامر والتدبير
وائتلاف الامر على أن المدبر واحد ثم يلزمك إن ادعيت اثنين فرجة ما بينهما حتى
يكونا اثنين فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما فيلزمك ثلاثة، فإن ادعيت ثلاثة
لزمك ما قلت في الاثنين حتى نكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة ثم يتناهى في العدد إلى
ما لا نهاية له في الكثرة، قال هشام:
فكان من
سؤال الزنديق أن قال: فما الدليل عليه ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: وجود
الأفاعيل دلت على أن صانعا صنعها ألا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني علمت أن
له بانيا وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده، قال: فما هو ؟ قال: شئ بخلاف الأشياء
ارجع بقولي إلى إثبات معنى وأنه شئ بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة ولا
يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس، لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا تغيره
الأزمان.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 80
تاريخ النشر : 2023-11-25