أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الأخلاق والآداب/محاسن الأخلاق والآداب/الكفاف والزهد/الإمام الصادق (عليه السلام)
أبي، عن الاصفهاني، عن المنقري، عن حفص، قال
قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ما أنزلت الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة
إذا اضطررت إليها أكلت منها، يا حفص إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد (عليه)
عاملون، وإلى ما هم صائرون، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم،
فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت. ثم تلى قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ}
[القصص: 83] . الآية. وجعل يبكي ويقول: ذهبت والله الأماني عند هذه الآية، ثم قال:
فاز والله الأبرار، تدري من هم ؟ (هم) الذين
لا يؤذون الذر كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار
بالله جهلا، يا حفص إنه يغفر الجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد،
ومن تعلم وعمل وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل: تعلم لله، وعمل لله،
وعلم لله. قلت: جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا ؟ فقال: فقد حد الله في كتابه
فقال عز وجل: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ
} [الحديد: 23] . إن أعلم الناس بالله أخوفهم لله، وأخوفهم له أعلمهم به،
وأعلمهم به أزهدهم فيها. فقال له رجل: يا بن رسول
الله أوصني، فقال: اتق الله حيث كنت فإنك لا تستوحش.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 2 / صفحة [ 27 ]
تاريخ النشر : 2023-08-12