أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الأخلاق والآداب/محاسن الأخلاق والآداب/البر بالوالدين/الإمام الصادق (عليه السلام)
عدة من أصحابنا، عن
أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن معاوية ابن وهب، عن زكريا بن إبراهيم
قال: كنت نصرانيا فأسلمت وحججت فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: إني
كنت على النصرانية وإني أسلمت، فقال: وأي شئ رأيت في الاسلام ؟ قلت: قول الله عز
وجل: {مَا كُنْتَ تَدْرِي
مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ
نَشَاءُ } [الشورى: 52] فقال: لقد هداك الله،
ثم قال: اللهم اهده - ثلاثا - سل عما شئت يا بني فقلت: إن أبي وأمي على النصرانية
وأهل بيتي، وأمي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم؟ فقال يأكلون لحم
الخنزير؟
فقلت: لا ولا يمسونه،
فقال: لا بأس فانظر أمك فبرها، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك، كن أنت الذي تقوم
بشأنها ولا تخبرن أحدا أنك أتيتني حتى تأتيني بمنى إن شاء الله قال: فأتيته بمنى
والناس حوله كأنه معلم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله، فلما قدمت الكوفة ألطفت لأمي
وكنت أطعمها وأفلي ثوبها ورأسها و أخدمها فقالت لي: يا بني ما كنت تصنع بي هذا
وأنت على ديني فما الذي أرى عنك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية؟ فقلت: رجل من ولد
نبينا أمرني بهذا، فقالت: هذا الرجل هو نبي؟ فقلت: لا ولكنه ابن نبي، فقالت: يا
بني إن هذا نبي إن هذه وصايا الأنبياء، فقلت: يا أمه إنه ليس يكون بعد نبينا نبي
ولكنه ابنه فقالت: يا بني دينك خير دين، اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الاسلام
وعلمتها، فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، ثم عرض لها عارض في الليل،
فقالت: يا بني أعد علي ما علمتني فأعدته عليها، فأقرت به وماتت، فلما أصبحت كان
المسلمون الذين غسلوها وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 160
تاريخ النشر : 2023-07-25