أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس/الإمام الصادق (عليه السلام)
محمد بن الحسن القطان، عن عبد الرحمن بن
أبي حاتم، عن أبي زرعة، عن هشام بن عمار، عن محمد بن عبد الله القرشي،
عن ابن شبرمة، قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على
جعفر بن محمد عليهما السلام فقال لأبي حنيفة: اتق الله ولا تقس الدين برأيك، فإن
أول من قاس إبليس، أمره الله عز وجل بالسجود لآدم، فقال: أنا خير منه {خَلَقْتَنِي
مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12]. ثم قال: أتحسن أن تقيس رأسك من
بدنك ؟ قال: لا. قال جعفر عليه السلام: فأخبرني لأي شئ جعل الله الملوحة
في العينين، والمرارة في الاذنين، والماء المنتن
في المنخرين، والعذوبة في الشفتين ؟ قال: لا أدري. قال جعفر عليه السلام: لأن
الله تبارك وتعالى خلق العينين فجعلهما شحمتين، وجعل الملوحة فيهما منا منه على ابن
آدم، ولولا ذلك لذابتا، وجعل الاذنين مرتين، ولولا ذلك لهجمت الدواب وأكلت دماغه،
وجعل الماء في المنخرين ليصعد منه النفس وينزل ويجد منه الريح الطيبة من الخبيثة،
وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذة مطعمه ومشربه.
ثم قال جعفر عليه السلام لأبي حنيفة: أخبرني
عن كلمة أولها شرك وآخرها إيمان، قال: لا أدري. قال: هي لا إله إلا الله، لو قال:
لا إله كان شرك، ولو قال: إلا الله كان إيمان. ثم قال جعفر عليه السلام: ويحك أيهما
أعظم قتل النفس أو الزنا ؟ قال: قتل النفس. قال: فإن الله عز وجل قد قبل في قتل
النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة، ثم أيهما أعظم الصلاة أم الصوم ؟ قال:
الصلاة. قال: فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة ؟ فكيف يقوم لك القياس
؟ فاتق الله ولا تقس.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 2 / صفحة [ 291 ]
تاريخ النشر : 2023-07-19