نهج البلاغة/الخطب/الخطبة -26- يصف فيها العرب قبل البعثة ثم يصف حاله قبل البيعة له
|
كلامه عليه السلام يصف فيها العرب قبل البعثة ثم يصف حاله قبل البيعة له تاريخ النشر : 2023-06-18
|
ومن
خطبة له (عليه السلام)
([1])[وفيها يصف
العرب قبل البعثة ثم يصف حاله قبل البيعة له]:
إِنَّ
اللهَ سُبحَانَه بَعَثَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) نَذِيراً
لِلْعَالَمِينَ، وَأَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ العَرَبِ
عَلَى شَرِّ دِينٍ، وَفِي شَرِّ دَارٍ، مُنِيخُونَ بَيْنَ حِجارَةٍ خُشْنٍ،
وَحَيَّاتٍ صُمٍّ، تَشْرَبُونَ الكَدِرَ، وَتَأْكُلُونَ الجَشِبَ، وَتَسْفِكُونَ
دِمَاءَكُمْ، وَتَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ، الأصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ،
وَالآثامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ.
منها:
فَنَظَرْتُ
فَإِذَا لَيْسَ لِي مُعِينٌ إِلاَّ أَهْلُ بَيْتِي، فَضَنِنْتُ بِهمْ عَنِ
المَوْتِ، وَأَغْضَيْتُ عَلَى القَـذَى([2])
، وَشَرِبْتُ عَلَى الشَّجَـا ، وَصَبَرْتُ عَلَى أَخْـذِ الكَظَمِ([3])،
وَعَلىْ أَمَرَّ مِنْ طَعْمِ العَلْقَمِ.
ومنها:
وَلَمْ
يُبَايعْ([4])
حَتَّى
شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهُ عَلَى البَيْعَةِ ثَمَناً، فَلاَ ظَفِرَتْ يَدُ المبايِعِ،
وخَزِيَتْ أَمَانَةُ المُبْتَاعِ! فَخُذُوا لِلْحَرْبِ أُهْبَتَهَا([5])،
وَأعِدُّوا لَـهَا عُدَّتَهَا، فَقَدْ شَبَّ لَظَاهَا([6])، وَعَلَا سَنَاهَا([7])وَاسْتَشْعِرُوا
الصَّبْرَ فَإِنَّهُ أَدْعَى إِلَى النَّصْرِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]ـ رواها بتفاوت
ابن قتيبة (ت276) في الامامة والسياسة1: 157 والثقفي (ت283) في الغارات 1: 303 عن
عبد الرحمن بن جندب عن أبيه جندب. والطبري الامامي (ق4) في المسترشد: 408 ح 141 عن
الشعبيّ عن شريح بن هاني، والكليني(ت329)
في الرسائل كما عن كشف المحجة لابن طاووس:174.
[2]ـ القذى: الأذى
الذي يصيب العين كالتراب وغيره.
-[3] الشجا: ما ينشب في الحلق
من عظم وغيره. الكظم: مخرج النفس.
[4]- يقصد (عليه السلام) بيعة عمرو بن العاص لمعاوية.
-[5]
الاهبة: العدة.
[6]-
لظاها: التهاب نارها.
[7] ـ
السنا: الضوء.
تاريخ النشر : 2023-06-18