الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الاربعاء ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٧هـ المصادف ۱۲ تشرين الثاني۲۰۲٥م

أقوال عامة
أقوال عامة
اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا...
تاريخ النشر : 2025-11-12
روى السيد...في كتاب سعد السعود من تفسير محمد بن العباس بن مروان عن محمد بن العباس بن موسى ، عن يحيى بن محمد بن صاعد ، عن عمار بن خالد التمار ، عن إسحاق بن يوسف ، عن عبدالملك بن أبي سليمان ، عن أبي ليل الكندي ، عن ام سلمة زوج النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله أن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله كان في بيتها على منامة لها ، عليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة ببرمة فيها حريرة ، فقال رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله : ادعي لي زوج وابنيه حسنا وحسينا ، فدعتهم ، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله هذه الآية : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » قالت : فأخذ رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله بفضل  الكساء فغشيهم إياه ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ـ قالها النبي ثلاث مرات ـ فأدخلت رأسي في الكساء فقلت : يا رسول الله وأنا معكم فقال : إنك إلى خير.
قال عبد الملك بن سليمان وأبو ليل : سمعته عن ام سلمة ، قال عبد الملك : وحدثنا داود بن أبي عوف عن شهر بن حوشب ، عن ام سلمة بمثله. [ قال عبد الملك : وحدثنا عطاء بن أبي رياح عمن سمع ام سلمة بمثله ].
تتميم : اعلم أن هذه الآية مما يدل على عصمة أصحاب الكساء عليهم ‌السلام لان الامة بأجمعها اتفقت على أن المراد بأهل البيت أهل بيت نبينا صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وإن اختلف في تعيينهم ، فقال عكرمة من المفسرين وكثير من المخالفين إن المراد بأهل البيت زوجات النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وذهب طائفة منهم إلى أن المراد به علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام وزوجاته ، وقيل المراد أقارب الرسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ممن تحرم عليهم الصدقة. وذهب أصحابنا رضوان الله عليهم وكثير من الجمهور ـ كما يظهر مما سبق وسيأتي من رواياتهم ـ إلى أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام ، لا يشاركهم فيها غيرهم ، فأما ما ينفي سوى ما ذهب إليه أصحابنا ويثبته فما مر من أخبار الخاصة والعامة ، وفيها كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، ولنذكر لمزيد التشييد والتأكيد بعض ما استخرجته من كتب المخالفين ، أو استخرجه أصحابنا من صحاحهم واصولهم التي عليها مدارهم.
فمنها ما رواه مسلم في صحيحه وابن الاثير في جامع الاصول في حرف الفاء وصاحب المشكاة في الفصل الاول من باب فضائل أهل البيت عليهم ‌السلام عن عائشة قالت : خرج النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله غداة وعليه مرط مرحل أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ».
ورواه في الطرائف عن البخاري عن عائشة.
وعن الجمع بين الصحيحين للحميدي في الحديث الرابع والستين من إفراد مسلم من طريقه ، وعن صحيح أبي داود في باب مناقب الحسنين عليهما ‌السلام وموضع آخر مثله ، وروى ابن بطريق بإسناده عن البخاري ومسلم مثله ، [ وقد أشار إليها ابن الاثير في النهاية ، قال : فيه : « إن رسول الله خرج ذات غداة وعليه مرط مرحل » وقال : المرط ـ أي بالكسر ـ كساء يكون من صوف وربما كان من خز أو غيره ، وقال : المرحل : هو الذي قد نقش فيه تصاوير الرحال وقال في جامع الاصول : المرحل : الموشى المنقوش ، وقيل : هو إزار خز فيه علم ].
ومنها ما رواه الترمذي في صحيحه ، ورواه في جامع الاصول في الموضع المذكور عن ام سلمة قالت : إن هذه الآية نزلت في بيتها « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » قالت : وأنا جالسة عند الباب فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال : إنك إلى خير ، أنت من أزواج رسول الله ، قالت وفي البيت رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، فجللهم بكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا : قال صاحب جامع الاصول : وفي رواية اخرى : أن النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله جلل على حسن وحسين وعلي وفاطمة ثم قال : هؤلاء أهل بيتي وحامتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقالت ام سلمة : وأنا منهم يا رسول الله؟ قال : إنك إلى خير. قال : أخرجه الترمذي.
قال ابن عبد البر في الاستيعاب : لما نزلت : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » دعا رسول الله فاطمة وعليا وحسنا وحسينا في بيت ام سلمة وقال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
ومنها ما رواه الترمذي وصاحب جامع الاصول عن عمرو بن أبي سلمة قال : نزلت هذه الآية على النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » في بيت ام سلمة ، فدعا النبي فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت ام سلمة وأنا منهم يا نبي الله؟ قال : أنت على مكانك وأنت على خير.
ومنها ما رواه الترمذي وصاحب جامع الاصول عن أنس أن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة حين نزل هذه الآية قريبا من ستة أشهر ، يقول : الصلاة أهل البيت « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل ابيت ويطهركم تطهيرا ».
ومنها ما رواه مسلم في صحيحه وصاحب المشكاة في الفصل الاول من الباب المذكور عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذ الآية « ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم » دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي.
وقد روى هذه الرواية في جامع الاصول إلا أنه قال : اللهم هؤلاء أهلي ، قال أخرجه الترمذي.
وروى يحيى بن الحسن بن بطريق ، عن الحافظ أبي نعيم ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : نزل على رسول الله (ص) الوحي ، فدعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : هؤلاء أهل بيتي. قال : وقال أبو نعيم : ورواه أحمد بن حنبل يرفعه إلى قتيبة مثله. قال : وروى أبو نعيم : بإسناده عن أبي سعيد أن ام سلمة حدثته أن هذه الآية نزلت في بيتها « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » قالت : وأنا جالسة عند باب البيت ، قالت : قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال : أنت على خير ، أنت من أزواج النبي ، قالت : ورسول الله في البيت وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام.
وبإسناده عن أبي هريرة عن ام سلمة قالت : جاءت فاطمة عليها ‌السلام  ببرمة لها إلى رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله قد صنعت لها حساة حملتها على طبق فوضعتها بين يديه ، فقال لها : اين ابن عمك وابناك؟ قالت : في البيت ، قال : اذهبي فادعيهم ، فجاءت إلى علي فقالت : أجب رسول الله ، قالت ام سلمة ، فجاء علي يمشي آخذا بيد الحسن والحسين ، وفاطمة تمشي معهم ، فلما رآهم مقبلين مديده إلى كساء كان على المنامة ، فبسطه فأجلسهم عليه ، فأخذ بأطراف الكساء الاربعة بشماله ، فضمه فوق رؤوسهم وأهوى بيده اليمنى إلى ربه فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وبإسناده عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على عائشة فسألتها عن هذه الآية فقالت : ائت ام سلمة ، ثم أتيت فأخبرتها بقول عائشة ، فقال : صدقت ، في بيتي نزلت هذه الآية على رسول الله ، فقال : من يدعو لي عليا وفاطمة وابنيهما؟ الحديث.
وروى موفق بن أحمد الخوارزمي رفعه إلى ام سلمة قالت : إن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله قال لفاطمة ائتيني بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء خيبريا فدكيا ، قالت : ثم وضع يده عليهم وقال : اللهم إن هؤلاء أهل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد ، قالت ام سلمة : فرفعت الكساء لا دخل معهم فجذبه من يدي وقال إنك إلى خير.
وروى مسلم في صحيحه عن يزيد بن حيان ورواه في جامع الاصول عنه قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه ، لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله قال : والله يا ابن أخي لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ، فما حدثتكم فاقبلوا ومالا احدثكم فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول الله فينا يوما خطيبا بماء يدعى خمسا بين مكة والمدينة فحمدالله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله فرغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، اذكر كم الله في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ، فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : أهل بيته من حرم عليه الصدقة بعده ، قال : ومكن هم؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم علهيم الصدقة؟ قال : نعم.
قال صاحب جامع الاصول : وزاد في رواية : كتاب الله فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل. في اخرى نحوه غير أنه قال : ألاو إني تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب الله وهو حبل الله ، من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا ايم الله أن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. قال : أخرجه مسلم.
وقد حكى هذه الرواية يحيى بن الحسن بن بطريق عن الجمع بين الصحيحين للحميدي من الحديث الخامس من إفراد مسلم من مسند ابن أبي أوفى بإسناده ، وعن الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن معاوية العبدري من صحيح أبي داود السجستاني ، وصحيح الترمذي عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد بن أرقم : لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا ، الحديث.
وروى الترمذي في صحيحه وصاحب جامع الاصول عن بريدة قال : كان أحب النساء إلى رسول الله فاطمة ومن الرجال علي ، قال إبراهيم : يعني من أهل بيته.
وروى البخاري في صحيحه في باب مرض النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وقوله تعالى : « إنك ميت وإنهم ميتون » ورواه في المشكاة عن عائشة قالت : كنا أزواج النبي عنده ، فأقبلت فاطمة ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله شيئا ، فلما رآها رحب بها قال : مرحبا يا بنتي ، ثم أجلسها عن يمينه ، ثم سارها فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها الثانية فإذا هي تضحك [ فقلت لها : خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟ ] فلما قام رسول الله سألتها عما سارك؟ قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله سره ، [ قالت : ] فلما توفي قلت : عزمت عليك بمالي من الحق عليك لما أخبرتني [ ما قال لك رسول الله ] قالت : أما الآن فنعم ، أما حين سارني في المرة الاولى فإنه أخبرني أن جبرئيل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني به الآن مرتين ، وإني لا أرى الاجل إلا قد اقترب ، فاتقي الله اصبري فإني نعم السلف أنا لك ، فبكيت [ بكائي الذي رأيت ] فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال : يا فاطمة أما ترضين أن تكوني [ سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الامة؟ كذا في جامع الاصول ، ثم قال : وفي رواية مسلم والترمذي : أما ترضين أن تكوني ] سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين وفي رواية : فسارني فأخبرني أنه يقبض في وجعه ، فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه ، فضحكت.
وقال ابن حجر في صواعقه : إن أكثر المفسرين على أن الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام لتذكير ضمير « عنكم ».
وقال الفخر الرازي في التفسير الكبير : اختلف الاقوال في أهل البيت والاولى أن يقال : هم أولاده وأزواجه ، والحسن والحسين منهم وعلي منهم ، لأنه كان من أهل بيته بسبب معاشرته بيت النبي وملازمته للنبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله.
وقال شيخ الطائفة في التبيان : روى أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وعائشة وام سلمة وواثلة بن الاسقع أن الآية نزلت في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام قال : وروي عن ام سلمة أنها قالت إن النبي كان في بيتي ، فاستدعى عليا وفاطمة والحسن والحسين وجللهم بعباء خيبرية ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فأنزل الله قوله : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » فقالت ام سلمة : قلت : يا رسول الله هل أنا من أهل بيتك؟ فقال : لا ولكنك إلى خير.
وقال الشيخ الجليل أبوعلي الطبرسي في مجمع البيان : قال : أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وواثلة بن الاسقع وعائشة وام سلمة : إن الآية مختصة برسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام. قال : وذكر أبوحمزة الثمالي في تفسيره بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله قال : نزلت هذه الآية في خمسة : في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة.
وأخبرنا السيد أبو الحمد قال : حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني ، عن أبي بكر السبيعي ، عن أبي عروة الحراني ، عن ابن مصغي ، عن عبدالرحيم بن واقد ، عن أيوب بن سيار ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : نزلت هذه الآية على النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وليس في البيت إلا فاطمة والحسن والحسين وعلي عليهم ‌السلام « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » فقال النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله : اللهم هؤلاء أهلي وحدثنا السيد أبو الحمد عن أبي القاسم بإسناده عن زاذان عن الحسن بن علي عليه ‌السلام قال : لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله وإياه في كساء لام سلمة خيبري ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي.
والروايات في هذا كثيرة من طرق العامة والخاصة لو قصدنا إلى إيرادها لطال الكتاب ، وفيما أوردناه كفاية انتهى.
وقد روى رواية البرمة موفق بن أحمد الخوارزمي في مسنده عن ام سلمة.
وقال صاحب كتاب إحقاق الحق رحمه ‌الله : ذكر سيد المحدثين جمال الملة والدين عطاء الله الحسيني في كتاب تحفة الاحباء نقلا عن كتاب المصابيح في بيان شأن النزول لابي العباس أحمد بن الحسن المفسر الضرير الاسفرايني ما تضمن أنه صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله لما أدخل عليا وفاطمة وسبطيه في العباء قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وأطهار عترتي وأطائب ارومتي من لحمى ودمي ، إليك لا إلى النار ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وكرر هذا الدعاء ثلاثا ، قالت ام سلمة : قلت : يا رسول الله وأنا معهم؟ قال : إنك إلى خير وأنت من خير أزواجي ، انتهى.
أقول : وروى ابن بطريق في المستدرك عن الحافط أبي نعيم بإسناده عن أبي سعيد والاعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : نزلت : « إنما يريد الله » الآية في خمسة : رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم ‌السلام. وقد مضى بعض الاخبار في باب معنى الآل والعترة ، وباب المباهلة ، وسائر أبواب الامامة ، وسيأتي في تضاعيف الأبواب وفيما ذكرناه كفاية.
فأقول : قد ظهر من تلك الاخبار المتواترة من الجانبين بطلان القول بأن أزواج النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله داخلة في الآية : وكذا القول بعمومها لجميع الاقارب ، ولا عبرة بما قاله زيد بن أرقم من نفسه مع معارضته بالأخبار المتواترة. ويدل أيضا على بطلان القول بالاختصاص بالأزواج العدول عن خطابهن إلى صيغة الجمع المذكر ، وسيظهر بطلانه عند تقرير دلالة الآية على عصمة من تناولته ، إذ لم يقل أحد من الامة بعصمتهن بالمعنى المتنازع فيه ، وكذا القولان الآخران وهو واضح.
إذا تمهد هذا فنقول : المراد بالإرادة في الآية إما الارادة المستتبعة للفعل أعني إذهاب الرجس ، حتى يكون الكلام في قوة أن يقال : إنما أذهب الله عنكم الرجس ، أو الارادة المحضة التي لا يتبعها الفعل حتى يكون المعنى : أمركم الله باجتناب العاصي يا أهل البيت ، فعلى الاول ثبت المدعى ، وأما الثاني فباطل من وجوه :
الاول أن كلمة « إنما » تدل على التخصيص كما قرر في محله ، والارادة المذكورة تعم سائر المكلفين حتى الكفار ، لاشتراك الجميع في التكليف ، وقد قال سبحانه : « وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون فلا وجه للتخصيص بأهل البيت عليهم ‌السلام.
الثاني : أن المقام يقتضي المدح والتشريف لمن نزلت الآية فيه ، حيث جللهم بالكساء ولم يدخل فيه غيرهم ، وخصصهم بدعائه فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، على ما سبق في الاخبار ، وكذا التأكيد في الآية حيث أعاد التطهير بعد بيان إذهاب الرجس ، والمصدر وبعده منونا بتنوين التعظيم. وقد أنصف الرازي في تفسيره حيث قال في قوله تعالى : « ليذهب عنكم الرجس » أي يزيل عنكم الذنوب « ويطهركم » أي يلبسكم خلع الكرامة ، انتهى.
ولا مدح ولا تشريف فيها دخل فيه الفساق والكفار.
الثالث أن الآية على ما مر في بعض الروايات إنما نزلت بعد دعوة النبي لهم وأن يعطيه ما وعده فيهم ، وقد سأل الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم لا أن يريد ذلك منهم ويكلفهم بطاعته ، فلو كان المراد هذا النوع من الارادة لكان نزول الآية في الحقيقة ردا لدعوته النبي صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله لا إجابه لها ، وبطلانه ظاهر.
وأجاب المخالفون عن هذا الدليل بوجوه :
الاول أنا لا نسلم أن الآية نزلت فيهم بل المراد بها أزواجه لكون الخطاب في سابقها ولا حقها متوجها إليهن ، ويرد عليه أن هذا المنع بمجرده بعد ورود تلك الروايات المتواترة من المخالف والمؤالف غير مسموع وأما السند فمردود بما ستقف عليه في كتاب القرآن مما سننقل من روايات الفريقين أن ترتيب القرآن الذي بيننا ليس من فعل المعصوم حتى لا يتطرق إليه الغلط ، مع أنه روى البخاري والترمذي وصاحب جامع الاصول عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد ابن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت يقول : فقدت آية في سورة الاحزاب حين نسخت الصحف قد كنت أسمع رسول الله يقرء بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الانصاري « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه » فألحقناها في سورتها من المصحف ، فلعل آية التطهير أيضا وضعوها في موضع زعموا أنها تناسبه ، أو أدخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية ، وقد ظهر من الاخبار عدم ارتباطها بقصتهن ، فالاعتماد في هذا الباب على النظم والترتيب ظاهر البطلان.
ولو سلم عدم التغيير في الترتيب فنقول : سيأتي أخبار مستفيضة بأنه سقط من القرآن آيات كثيره ، فلعله سقط مما قبل الآية وما بعدها آيات لو ثبتت لم يفت الربط الظاهري بينها ، وقد وقع في سورة الاحزاب بعينها ما يشبه هذا ، فإن الل سبحانه بعد ما خاطب الزوجات بآيات مصدرة بقوله تعالى : « يا نساء النبي إن كنتن تردن الحياة الدنيا » الآية عدل إلى مخاطبة المؤمنين بما لا تعلق له بالزوجات بآيات كثيرة ثم عاد إلى الامر بمخاطبتهن وعيرهن بقوله سبحانه : « يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن » وقد عرفت اعتراف الخصم فيما رووا أن كان قد سقط منها آية فألحقت ، فلا يستبعد أن يكون الساقط أكثر من آية ولم يلحق غيرها.
وروى الصدوق في كتاب ثواب الاعمال بإسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه ‌السلام قال : سورة الاحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم ، يا ابن سنان إن سورة الاحزاب فضحت نساء قريش من العرب ، وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها.
ولو سلم عدم السقوط أيضا كما ذهب إليه جماعة قلنا : لا يرتاب من راجع التفاسير أن مثل ذلك كثير في الآيات غير عزيز ، إذ قد صرحوا في مواضع عديدة في سورة مكية أن آية أو آيتين أو أكثر من بينها مدنية وبالعكس ، وإذا لم يكن ترتيب الآيات على وفق نزولها لم يتم لهم الاستدلال بنظم القرآن على نزولها في شأن الزوجات ، مع أن النظم والسياق لوكانا حجتين فإنما يكونان حجتين لو بقي الكلام على اسلوبه السابق ، والتغيير فيها لفظا ومعنى ظاهر ، أما لفظا فتذكير الضمير ، وأما معنى فلان مخاطبة الزوجات مشوبة بالمعاتبة والتأنيب والتهديد ، ومخاطبة أهل البيت عليهم ‌السلام محلاة بأنواع التلطف والمبالغة في الاكرام؟ ولا يخفى بعد إمعان النظر المباينة التامة في السياق بينها وبين ما قبلها وما بعدها على ذوي الافهام.
الثاني أن الآية لا تدل على أن الرجس قد ذهب ، بل إنما دل على أنه الله سبحانه أراد إذهابه عنهم ، فلعل ما أراده لم يتحقق ، وقد عرفت جوابه في تقرير الدليل مع أن الارادة بالمعنى الذي يصح تخلف المراد عنه إذا اطلق عليه تعالى يكون بمعنى رضاه بما يفعله غيره أو تكليفه إياه به ، وهو مجاز لا يصار إلهى إلا بدليل.
الثالث أن إذهاب الرجس لا يكون إلا بعد ثبوته ، وأنتم قد قلتم بعصمتهم من أول العمر إلى انقضائه. ودفع بأن الاذهاب والصرف كما يستعمل في إزالة الامر الموجود يستعمل في المنع عن طريان أمر على محل قابل له كقوله تعالى : « كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء » وتقول في الدعاء : صرف الله عنك كل سوء وأذهب عنك كل محذور » على أنا نقول : إذا سلم الخصم منا دلالة الآية على العصمة في الجملة كفى في ثبوت مطلوبنا ، إذ القول بعصمتهم في بعض الاوقات خرق للإجماع المركب.
الرابع أن لفظة « يريد » من صيغ المضارع فلم تدل على أن مدلولها قد وقع.
واجيب بأن استعمال المضارع فيما وقع غير عزيز في الكلام المجيد وغيره ، بل غالب ما استعملت الارادة على صيغة المضارع في أمثاله في القرآن إنما اريد به لك ، كقوله تعالى : « يريد الله بكم اليسر. يريد الله أن يخفف عنكم. يريدون أن يبدلوا كلام الله. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة. ويريد الشيطان أن يضلهم » وغير ذلك. وظاهر سياق الآية النازلة على وجه التشريف والاكرام قرينة عليه ، على أن الوقوع في الجملة كاف كما عرفت.
الخامس أن قوله تعالى : « ليذهب عنكم الرجس » لا يفيد العموم ، لكون المعرف بلام الجنس في سياق الاثبات. واجيب بأن الكلام في قوة النفي ، إذ لا معنى لإذهاب الرجس إلا رفعه ، ورفع الجنس يفيد نفي جميع أفراده.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 360 ]
تاريخ النشر : 2025-11-12


Untitled Document
دعاء يوم الأربعاء
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ اللّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً، لَكَ الحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً، حَمْداً دائِماً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً، وَلا يُحْصِي لَهُ الخَلائِقُ عَدَداً. اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلى المُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ وَتَدانى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إِلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الأَرْبِعاءِ أَرْبَعاً: اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طاعَتِكَ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوابِكَ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ.

زيارات الأيام
زيارة الإمام الكاظم والرضا والجواد والهادي (عليهم السلام) يوم الأربعاء
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلِياءَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا حُجَجَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ اللهِ فى ظُلُماتِ الْاَرْضِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى آلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللهَ مُخْلِصينَ وَجاهَدْتُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكم الْيَقينُ فَلَعَنَ اللهُ اَعْداءكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اَجَمْعَينَ وَاَنَا اَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، يا مَوْلايَ يا اَبا اِبْراهيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسى يا مَوْلايَ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد اَنَا مَوْلىً لَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ في يَوْمِكُمْ هذا وَهُوَ يَوْمُ الْاَرْبَعاءِ وَمُسْتَجيرٌ بِكُمْ فَاَضيفُوني وَ اَجيرُوني بِـآلِ بَيْتِـكُـمُ الطَّيـِّبيـنَ الطّاهِـريـنَ.